أجاز مجمع اللغة العربية مجموعة من الكلمات والتراكيب اللغوية ومن إجازات لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع: تَرَشَّحَ لكذا: تقدَّم له. وجه الاعتراض: هذا المعنى غير مسجَّل بالمعجمات قديمها وحديثها. وجه الإجازة: جاء في كتاب الوافي بالوفيات، للصفدي فى قوله: "فلما مات أسد الدين شيركوه تَرَشَّحَ أكابر الدولة لـمكانه". (6/128). وفي كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، للمقريزي: "مات الأمير ناصر الدين محمد بن السلطان الملك الأشرف برسباي... وقد تَرَشّحَ لـلسلطنة بعد أبيه". (ص 342). وورد في المعجم العربي الأساسي: "تَرَشَّحَ في كذا". وهذا تأكيد لوجود الفعل ولفت للأنظار إلى استعماله، و مقدِّم الموضوع: أ.ثروت عبدالسميع (المدير العام السابق للمعجمات اللغوية).
كذلك أجازت لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع: ترسَّم فلانٌ خُطا فلان: تابَعه وسارَ على نهجه. وجه الاعتراض: الوارد في المعاجم: ترسَّم الرسمَ: نظر إليه، وترسَّمت المنزلَ: تأمَّلت رسمه وتفرَّسته، وترسَّم القارئُ القصيدةَ: درسها وتذكَّرها وتبصَّرها، وترسَّم الإنسانُ الشيءَ: تبصَّره وتأمَّله. وجه الإجازة: المقصود من قولهم: "ترسَّم فلان خطا فلان" لا يخرج على معنى من هذه المعاني؛ فالترسُّم والتأمُّل كثيرًا ما يؤديان إلى المتابعة والمحاكاة؛ على أساس المجاز المرسل بإطلاق السبب على المسبَّب، والتعبير المذكور انتقل بالمعنى من الدلالة الحسية إلى الدلالة المعنوية، فكأنه- بفعله مثل فعل السابق- يحاكي رسم خطواته وأثره، ومقدِّم الموضوع: هو الدكتور أحمد الحوفي (عضو المجمع الراحل)، وثروت عبدالسميع (المدير العام السابق للمعجمات اللغوية).
وتمر مراحل إجازة الألفاظ إلى متن اللغة الفصحى كما قال المجمع في توضيح سابق في الغالب من خلال لجنة الألفاظ والأساليب؛ حيث تتقدم اللجنة بمذكرة للعرض على اللجنة، وبعد نقاش مستفيض، يتم إقرار اللفظ في اللجنة، ثم بعد ذلك تُعرض على مجلس المجمع، ليأخذ أيضًا دورته من النقاش والتعديل، (أو الرفض أحيانًا). ولو أقره المجلس يتم عرضه على المؤتمر السنوى للمجمع الذى يضم أعضاء مصريين وغير مصريين؛ وعند إقراره يكون اللفظ قد اكتسب المشروعية اللغوية التي تمكِّنه من الإدراج في معاجم المجمع.