يقف الحجاج المسلمين اليوم على جبل عرفات، الذي يقع شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف، لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، والذى يأتى فى التاسع من ذى الحجة من عام هجرى، وهو يبدأ مع شروق شمس يوم التاسع من ذى الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها.
عرفة وعرفات؛ قيل: هما بمعنى واحد؛ فكلاهما علم للموقف، واسم للبقعة المعروفة التى يجب الوقوف بها، وقيل: إن (عرفات) فقط هو الاسم للجبل أو للبقعة المعروفة، وأما (عرفة) فليس اسما للموقف، بل المراد به هو يوم الوقوف بعرفات، وأما لفظ (عرفات)؛ فقيل: هو اسم في لفظ الجمع؛ فلا يجمع، وقيل: إن (عرفات) جمع (عرفة)، كأن كل قطعة من تلك الأرض عرفة، فسمي مجموع تلك القطعة بعرفات، وقيل: بل الاسم جمع والمسمى مفرد.
اختلف العلماء في سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، حيث وردت عدة أسباب لتسميته، منها ما ذكرته دار الافتاء المصرية، أن آدم وحواء حينما أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض، أنزلهما في مكانين مختلفين، فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذى التقيا فيه.
كما ورد أن جبريل كان يطوف إبراهيم عليه السلام ويعلمه المناسك والمشاهد، وكان يطوف به في الجبل، ويردد له قوله "أعرفت، أعرفت"، وكان يرد عليه بقوله "عرفت، عرفت".
كما قيل إن الناس يجتمعون في يوم عرفة على صعيد الجبل، ويتعارفون على بعضهم البعض، وعلى ربهم، فهو يوم تتنزل فيه الرحمات، وتعتق فيه الرقاب، وأرجع آخرون سبب التسمية إلى أن الناس يعترفون فيه بذنوبهم، ويطلبون من الله أن يغفرها لهم، وأن يعفو عنهم.
كما قيل إنه مأخوذ من العرف والذي يعني الرائحة الزكية، لأنّ رائحته تبقى معطرة زكية بالرغم من انتشار رائحة الدم والذبائح في منى يوم النحر، أو لأنه واقع في وادٍ مقدس.