صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة برئاسة الدكتور كرمة سامى، كتاب "مثنوى سلسلة الذهب" لنور الدين عبد الرحمن الجامى، ترجمة سامية شاكر عبد اللطيف سلامة، وتقديم ومراجعة محمد نور الدين عبد المنعم.
ومن أعماله النثرية: نقد النصوص، ونفحات الأنس، واللوايح، واللوامع، وشواهد النبوة، وأشعة اللمعات، وبهارستان ، وبالإضافة إلى هذا فإن له رسائل مختلفة وتدل مؤلفاته هذه على سعة إطلاعه وإلمامه بالكثير من علوم عصره ومعارفه.
يقع مثنوي "سلسلة الذهب" في ثلاثة دفاتر، الدفتر الأول وينتهي بمنظومة في شرح العقائد وتسمى "اعتقاد نامه"، أما الدفتر الثاني فيشتمل على التحقيق في الأقسام المختلفة والوجوه المتنوعة للعشق المجازي والحقيقي وحكايات للتمثيل عن أحوال الأولياء والعشاق.
ويضم الدفتر الثالث حكايات عن السلاطين، ومن أبرز الموضوعات التي تناولها الشاعر في هذا الدفتر: الذكر وصفاته، والعزلة والخلوة كنوع من الرياضات العملية، والصمت ، والسهر كوسيلة من وسائل المجاهدة، والجوع، والمعرفة ومنهجها، والفناء وغير ذلك .
الجامي هو نور الدين عبد الرحمن الجامي أحد شعراء القرن التاسع الهجري المشهورين ، وأبوه نظام الدين دشتى نسبة إلى محلة دشت بأصفهان ، وقد انتقل بعد ذلك إلى ولاية جام. ويقال إن الجامي تخلص بهذا اللقب من ناحيتين ؛ الأولى لأنه ولد في ولاية جام ، والثانية لأنه كان مريدًا لشيخ الإسلام الجامي.
سافر الجامي منذ حداثة سنة مع والده إلى هراة و سمرقند ، وهناك انشغل بتحصيل العلوم والآداب ، ثم دخل بعد ذلك عالم العرفان ، وبعد أن اكتسب الفيض من أساتذة له وصل إلى مرتبة الإرشاد ودخل في سلك الطريقة النقشبندية التي أسسها بهاء الدين نقشبند ، ثم سافر بعد ذلك إلى مكة ، وبعد أن أدى فريضة الحج توجه إلى تبريز عن طريق دمشق ودخل هراة في عام 878هـ. ويمكن القول بأن الجامي هو واحد من آخر شعراء التصوف في إيران.
كان الجامي ماهرًا في الفنون المختلفة وعلوم الدين والأدب والتاريخ ، ويشتهر الجامي بكثرة أعماله المنظومة والمنثورة ، ومن أعماله المنظومة ديوان شعره الذي يضم قصائد وغزليات ومراثي ومثنويات ورباعيات. وقد قسم الجامي ديوانه إلى ثلاثة أقسام وأطلق على كل قسم منها اسما على النحو التالي: فاتحة الشباب، واسطة العقد، خاتمة الحياة.