صدر حديثا عن دار ثقافة للنشر، ترجمة عربية لرواية "معجزة تلّ الكرز.. أزمة في الحديقة الخلفية" للمؤلفة الكورية الأكثر شهرة ومبيعاً على مستوى العالم صن – مي هوانغ وتأتي النسخة العربية، وترجمتها عن اللغة الأصلية الكورية إلى العربية المترجمة منار أحمد الديناري.
تأثرت هوانغ صن مي بوالدها كثيراً وحرصت على تجسيده في رواياتها. فجسّدت معاناته في الحياة في أولى رواياتها "دراجتي الزرقاء". ونشرت بعد وفاته روايتها "الدجاجة التي حلمت بالطيران" والتي كان فيها من خلال شخصية مالك المزرعة الذي يحمي عائلته، أما عن رواية "معجزة تلّ الكرز" فقد قالت في إحدى اللقاءات الصحفية: "هذه المرة، لا بدّ أن أخلّد ذكرى والدي بطريقة رائعة".
بطل الرواية في "معجزة تلّ الكرز" هو العجوز "كانغ" الذي ابتاع منزلاً كبيراً ليعوّض نفسه عن طفولته البائسة. أنهت الكاتبة هوانغ صن مي الرواية أثناء إقامتها في النمسا لمدة أربع شهور. وطالما ذكّرها الكرسي الشاغر في المنتزه القريب من منزلها بكرسي والدها الذي كان يجلس عليه أثناء مرضه بالسرطان.
كان "كانغ" يعيش في مخزن متهالك بحديقة منزل الآنسة "سونغ" حيث يعمل والده، الذي توفي بسبب أرجوحة سخيفة. كبر كانغ وأصبح ميسوراً وتمكّن من شراء المنزل وعاد إليه بعد إصابته بورم في المخ، وشيّد سياجاً هائلاً حول ممتلكاته، ومع ذلك اكتشف أن الجميع يدخلون ويخرجون من حديقته بأريحية شديدة. لكن العصبية والغضب يصبّان فقط في مصلحة ورم دماغه اللعين، لذا كان عليه أن يكبح جماح غضبه أمام استفزازات سانغ هوني وأسئلة يوري وهراء الجدة العجوز.
معجزة تلّ الكرز هي "مساحة لتخليد الذاكرة الشخصية". وتخلص الرواية إلى حكمة مفادها أن الإنسان لن يعيش حياته بحقّ قبل أن يتخلص من أشباح الماضي، كما أرست المؤلفة مبدأ التكافل حيث كان "تلّ الكرز" يعاني من أزمات تنموية ويحتاج إلى حلول تكافلية بدلاً من السياج والأسوار.
تم اختيار هوانغ صن مي بصفتها كاتبة العام في معرض لندن للكتاب عام 2014، حيث حدّثت نفسها قائلة "كلما زادت وحدتي، شعرت بحبل غليظ مؤلم يتغلغل في داخلي. ربما كان في داخلي بئر بلا قاع، حيث بقي الحبل الذي لم أجرؤ على قطعه معلقاً".
مي هوانغ (مواليد 1963) أستاذة كورية جنوبية وكاتبة اشتهرت بقصّة The Hen Who Dreamed She Could Fly (الدجاجة التي حلمت بالطيران)، والتي تمّ تحويلها أيضاً إلى فيلم رسوم متحركة ناجح في كوريا الجنوبية تحت عنوان، Leafie, A Hen In the Wild (ليفي، دجاجة في البرّية). ولدت هوانغ في عام 1963، ولم تتمكّن من الالتحاق بالمدرسة المتوسّطة من شدّة الفقر، ولكن بفضل معلّمة أعطتها مفتاح الفصل الدراسي، استطاعت الذهاب إلى المدرسة وقراءة الكتب متى أرادت. التحقت بالمدرسة الثانوية من خلال اجتياز امتحان الشهادة، وتخرّجت من قسم الكتابة الإبداعية في معهد سيول للفنون وجامعة غوانغجو، ومن كلّية الدراسات العليا في جامعة تشونغ أنغ. وهي تعيش في سيول، في كوريا الجنوبية، وتعمل كأستاذة مساعدة في كلية الآداب في معهد سيول للفنون. بدأت مهنة هوانغ ككاتبة في عام 1995، ومنذ ذلك الحين، نشرت ما يقرب من 30 كتاباً في مختلف الأنواع الأدبية.
حصلت مي هوانغ على عدة جوائز أبرزها: جائزة نونغ مين الأدبية (1995)، جائزة تاملا الأدبية (1997)، جائزة إس بي إس ميديا الأدبية (2001)، جائزة سيجونغ لأدب الأطفال (2003) أفضل كتاب في العام في بولندا (2012).