دخل نابليون بونابرت يقود الحملة الفرنسية على مصر إلى مدينة الإسكندرية يوم 1 يوليو 1798، فما الذى جرى وكيف كان حال الناس؟
يقول كتاب "نابليون بونابرت فى مصر" لـ أحمد حافظ عوض:
وفى اليوم الأول من شهر يوليو سنة ١٧٩٨١ وصلت العمارة الفرنسية إلى مياه الإسكندرية عند مطلع الفجر، فبرزت أمام الجنود والقواد مآذن الثغر ومبانيه مجليية بازار الفجر، وراء قاعدة من زرقة البحر، وأدرك الجيش أنه وصل إلى محط رحاله، ونهاية أسفاره.
.....
إن الإسكندرية لم تكن محصنة، ولم يكن لها جيش كافٍ للدفاع، لا من جانب الدولة، ولا من جانب المماليك، فلم يأتِ ظهر ذلك اليوم، حتى كان نابوليون قد دخل المدينة ونزل فى دار القنصل الفرنسي، والتجأ السيد محمد كريم، ومن بقى حوله من الملتفِّين به إلى حصن فرعون، وأما الأهالى فسلموا، ودارت المخابرات مع السيد محمد كريم طول ليلة الإثنين، وانتهى الأمر بأن جاء هو ومن معه مستسلمين، وهكذا سقطت الإسكندرية، التى أسسها القائد اليونانى الكبير، أعظم قواد العصور الأولى فى يد نابوليون بونابرت، أعظم قواد العصور الحديثة!! هكذا الدهر بالناس قلب.
قال الجبرتي: «فنادى الفرنسيس بالأمان فى البلد، ورفع بنديراته عليها وطلب أعيان الثغر فحضروا لديه فأمرهم بجمع السلاح وإحضاره إليه، وأن يضعوا «الجوكاد» فى صدورهم فوق ملبوسهم، والجوكاد ثلاث قطع من جوخ أو حرير أو غير ذلك، مستديرة فى قدر الريال، سوداء وحمراء وبيضاء، توضع بعضها فوق بعض بحيث تكون كل دائرة أقل من التى تحتها حتى تظن أن الألوان الثلاثة كالدوائر المحيط بعضها ببعض.»