تمر اليوم الذكرى الـ 773، على قيام المسلمين باعتقال ملك فرنسا لويس التاسع في معركة فارسكور خلال الحملة الصليبية السابعة، وهي الحملة التى كان قد شنها الفرنسيون ضد مصر فى عام 1249، بهدف على مدينة دمياط محاولين الزحف نحو القاهرة، لكن خطة المحتلين فشلت بعد أن ألحقت بهم قوات المماليك الهزيمة بهم عند مدينة المنصورة، ثم فارسكور، وسقوط "لويس التاسع أسيرًا ليرحل الفرنسيين عن مصر".
في 8 فبراير 1250، فقد لويس جيشه في معركة المنصورة وأسره المصريون. تفاوضوا على إطلاق سراحه في نهاية المطاف مقابل فدية قدرها 400 ألف ليفر تورنو (عملة فرنسا في ذاك الوقت) واستسلام مدينة دمياط. وانتهت حملة لويس بالفشل ويقال إن لويس افتدى نفسه بـ"ثمانمائة بيزنط" فدية للأسرى الصليبيين، وخرج بعد ذلك من الديار المصرية، وتم الاتفاق على أن يطلق سراح الأسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، ويعمل الصليبيون على حفظ الأمن والاستقرار فى جميع البلاد التى تحت أيدى الصليبيين فى بلاد الشام، وأقسم الطرفان على احترام شروط الصلح.
يقول ابن أيبك الدواداري في "كنز الدرر وجامع الغرر" عن تلك اللحظات من الرعب التي عاشها لويس التاسع تحت قبضة صُبيح الخادم: "ومترسم عليه خادم فظّ غليظ يُسمى صبيح، فكان أشدّ على الفرنسيس (الملك لويس التاسع) من كل شيء، وجرت له مع الفرنسيس أمور كثيرة، حتى قال الفرنسيس للأمير حسام الدين بن أبي علي (الذي كان يتوسط الصلح بين الجانبين): سألتك بدينك ألّا ما قتلتوني وأرحتُوني من حسِّ هذا الخادم ونظره، فإنه أصعب عليَّ من كل ما أنا فيه".
لم يهتم المسلمون كثيرا وهم في نشوة نصرهم بأمر دمياط، إذ باتوا يعتقدون أن استردادها صار أمرا مفروغا منه، وإنما أخذوا يخططون للاستيلاء على جميع الممتلكات الصليبية في الشام عن طريق الضغط على لويس التاسع، ولكن لويس أجاب بأنه لا سلطان له على الصليبيين وممتلكاتهم في الشام، وأن تلك الجهات تتبع الإمبراطور فردريك الثاني الألماني، وفي نهاية المطاف قرّر الطرفان عقد اتفاق صلح فرض المسلمون فيه بقيادة تورانشاه شروطهم، منها دفع مبلغ مئتي ألف دينار ذهبي فورا، ودفع مئتي ألف أخرى مقابل الإفراج عن الأسرى الصليبيين، ومنها تسليم دمياط، واستمرار الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات.