تمر اليوم ذكرى رحيل المفكر المصرى نصر حامد أبو زيد، الذي توفى فى 5 يوليو من سنة 2010، بعدما عاش محنة كبرى، وألف العديد من الكتب.
ونتوقف اليوم مع رسالته لنيل درجة الماجستير، والتي كانت بعنوان "الاتجاه العقلى فى التفسير.. دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة".
ومما جاء فى مقدمة الرسالة:
يعد بحث "المجاز" من أهم مباحث البلاغة، وهو لم يحظ بدراسة مستقلة تعني بتقصي ظروف نشأته، وأثر القرآن في تحديد ماهيته ووظيفته في التعبير البليغ، ولقد أشار الباحثون إلى أثر المعتزلة بصفة خاصة في إنضاج مفهوم "المجاز" من خلال سعيهم الدائب لنفي التصورات الشعبية عن الذات الآلهة وعن أفعالها.
وجاء البحث فى تمهيد وثلاثة فصول:
يتناول التمهيد نشأة الفكر الاعتزالى، ويحاول أن يفسرها في ضوء الظروف الاجتماعية للمجتمع الإسلامي أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني الهجري، وذلك لإدراك العلاقة بين الواقع والفكر الاعتزالى بأبعاده المتعددة.
ويتناول الفصل الأول العلاقة بين المعرفة والدلالة اللغوية عند المعتزلة، ويكشف عن أثر الفكر الدينى الاعتزالى فى صوغ اللغة بين أنواع الدلالة العقلية، وجعلها آخر هذه الأنواع. وكانت الشروط التي وضعها المعتزلة لصحة الدلالة اللغوية بمثابة مدخل طبيعي لمناقشة مفهوم المجاز عند المعتزلة، وكان من الضروري الإشارة إلى التطور التاريخي لمفهوم الانتقال فى الدلالة وذلك منذ المراحل الأولى لنشأة علم التفسير، وبيان العلاقة بين نضج المفاهيم البلاغية عامة، وبين تأويل النص القرآنى لخدمة الخلافات العقائدية بين الفرق المختلفة.
غير أن هذه العلاقة بين المجاز والتأويل كانت فى حاجة لفصل خاص – الفصل الثالث – للكشف – بشكل أعمق – عن هذه العلاقة على المستويين المعرفي والديني على السواء.
ولقد اعتمد البحث بشكل رئيسى على المقارنة بين المعتزلة والأشاعرة خاصة، وهي مقارنة تهدف إلى الكشف بعمق عن خصوصية الفكر الاعتزالي دون أن تتجاوز ذلك إلى بيان الأصول الفكرية للأشاعرة، فذلك أمر يحتاج إلى بحث مستقل.