تدل الرسوم القديمة فى عهد ما قبل الأسرات، على أن المصرى القديم قد اجتهد فى استئناس الحيوانات التى كانت تربى لمنتجاتها الصناعية كالنعام والخراف والتيوس.
وإذ كان ريش النعام يستعمل حلية للرأس منذ عصر ما قبل الأسرات، ومنذ العصر التاريخى نجد أن المعبود "أوزوريس" كان يحلى لباس رأسه بريشتين جانبيتين، وكذلك الاثنان والأربعون قاضيًا الذين كانوا يجلسون في قاعة المحاكمة، وعلى رأس كل منهم ريشة من ريش النعام علامة على العدالة والحق، ومع كل فيظهر أن النعامة لم تشاهد في الآثار المكشوفة إلى الآن في الدولة القديمة، والظاهر أن ما كانت تحتاج إليه مصر من ريش النعام كان يجلب إليها من بلاد النوبة، كما جاء فى موسوعة مصر القديمة للدكتور سليم حسن.
الغنم
تدل الآثار على أنه لم يكن يوجد في مصر قديمًا إلا نوعان من الضأن يختلفان اختلافًا بينًا.
النوع الأول هو ما يعرف بالكبش الوثاب "الكبش منديس"، وهو نوع من الضأن المستأنس وقرناه يرمزان للقوة على رأس الملك، ويمتاز بقرنين عموديين على محور الجسم ملتويين التواء حلزونيًّا يكاد يكون خطا عموديا مستقيمًا، وهذا النوع من الخراف وجد في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، ويمتاز بطول قدميه وذيله، وللخراف من هذا النوع عفرة عظيمة تغطي مقدمة العنق، وأذناه متدليتان في بعض الأحيان والأنثى من هذه الفصيلة ليس لها قرنان.
وقد عثر على هذا النوع في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، والظاهر أن شعره كان قصيرًا، ولذلك لم يكن صوفه يستعمل في صناعة الملابس.
وتدل شواهد الأحوال على أن هذا النوع قد انقرض من مصر منذ الدولة الحديثة وحل محله نوع آخر ظهر في مصر منذ الأسرة الثانية عشرة، وقد تكاثر نتاجه تكاثرًا عظيمًا حتى قضى على النوع الأول، ويوجد عدد عظيم من بقايا هذا النوع وبخاصة قرونه، وهي محنطة تحنيطًا متقنًا. ويوجد في متحف فؤاد الأول الزراعي مجموعة جميلة منها.
الحمار
كان الحمار يستعمل في مصر لحمل الأثقال منذ عهد الدولة القديمة، وقد عثر له على رسوم عدة، أهمها في مصطبة "ورخو"، من عهد الأسرة الخامسة بالجيزة، إذ نشاهد حمارين يحملان محفة بينهما لجلوس موظف للتفتيش على أعمال الحقول. وقد كانت أهمية الحمار عظيمة في القوافل التي كانت تعد عند قدماء المصريين أهم طرق المواصلات مع خارج البلاد.
الثور
كانت الثيران ذوات القرون الطويلة تقوم بكل الأعمال التي يتطلبها الفلاح، فكانت تستعمل في حرث الأرض، ودرس القمح، وجر عربة الدفن ونقل الأحجار الثقيلة من المحاجر إلى الأماكن التي كانت تبنى فيها، كالمعابد، والأهرام.
الحصان
لم يظهر الحصان إلا في عهد الدولة الحديثة وسنتكلم عنه في حينه.
الجمل
تدل الأحوال على أن المصري لم يستعمل الجمل في العهد التاريخي على الأقل، لكن عثر على تمثال صغير له من الفخار من عصر "نقادة"، وكذلك عثر على تمثال صغير آخر من عهد الأسرة الثامنة عشرة يمثل الجمل حاملًا إناءين متدليين على جانبيه.
وقد ذكر أحيانًا في متون الدولة الحديثة؛ مما يدل على أنه كان مستأنسًا "الجمل يسمع الكلام" كما جاء في ورقة "بولوني"، وقد قال عنه "فيدمان" إنه هو الحيوان الذي يمثل المعبود "ست".