فى مايو 2016 اجتاحت حرائق الغابات فورت ماكمورى مركز صناعة النفط الكندية وأكبر مورد أجنبى لأمريكا، وأدت الكارثة التى بلغت تكلفتها مليارات الدولارات إلى ذوبان المركبات وتحويل أحياء بأكملها إلى قنابل حارقة، ودفع 88 ألف شخص إلى ترك منازلهم فى فترة ما بعد الظهر.
من خلال هذا الحريق المروع المكافئ لإعصار كاترينا يحذر الكاتب جون فيلانت فى كتاب "مناخالنار"، من أن هذا لم يكن حدثًا فريدًا لكنه نوع من الحوادث الطبيعية المتوقعة التى تمثل تمهيدا لما يجب أن نستعد له في عالم أكثر سخونة وقابلية لمزيد من حرائق الغابات.
ويقول جون فيلان فى كتابه مناخ النار: "لقد كانت النار شريكًا فى تطورنا لمئات الآلاف من السنين حيث شكلت الثقافة والحضارة إذ مكنتنا النار من طهي طعامنا، والدفاع عن منازلنا وتدفئتها، وتشغيل الآلات التي تقود اقتصادنا العملاق".
ومع ذلك لطالما هدد مصدر الطاقة المتقلب هذا بالتملص من سيطرتنا وفي عصرنا الجديد الذي يتسم بتكثيف تغير المناخ، نشهد إطلاق قوته التدميرية بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل".
مع نثر بارع وعين سينمائية يأخذنا فيلان في رحلة مثيرة عبر التاريخ المتشابك لصناعة النفط في أمريكا الشمالية وولادة علم المناخ وصولا إلى الدمار غير المسبوق الذي أحدثته حرائق الغابات الحديثة والتى قادت الكثيرين حياة تغيرت إلى الأبد بسبب هذه الكوارث.