ننشر اليوم من أرشيف الفنان والمستشرق الفرنسى بريس دافين لوحة "مصرية عائدة من حمام شعبى" وقد رسمها فى القاهرة منتصف القرن التاسع عشر وتجسد نظرته الفنية لإحدى الفتيات العائدات من حمام شعبى.
ومن لوحاته الشهيرة الأخرى مطبوعة حجرية بحجر ملون واحد ملونة باليد تصور منظرًا للفتيات الراقصات في وادي النيل ومعها لوحات أخرى منها لوحة جنديين يدخنان البايب مع نص وصفي لجيمس أوغسطس سانت جون وجاءت اللوحتان ضمن مجلد "ألبوم شرقي شخصيات وأزياء وأنماط الحياة ، في وادي النيل"، والذى يتألف من 32 لوحة، والذى طُبع في لندن وباريس عام 1848.
التحق إيميل بريس دافين بالمدرسة الملكية للفنون والحرف اليدوية في مايو 1822 حتى 1825 وفي عام 1826 عندما كان يبلغ من العمر 19 عامًا، فرنسا للقتال في حرب الاستقلال اليونانية وبعد ذلك زار الهند وتوجه إلى فلسطين حيث أصبح مهتمًا بالمواقع المقدسة وبعد فترة وجيزة ذهب إلى مصر حيث شغل عدة مناصب في خدمة محمد علي باشا يتعلم العربية ليصبح خبيرا في الهيروغليفية.
وبين عامى 1827 إلى عام 1844 سافر واستكشف مصر والنوبة ، وكرس نفسه ليس فقط للبحث والاكتشافات ذات الأهمية القصوى حيث أظهر طاقة غير عادية في ظروف صعبة ومحفوفة بالمخاطر في كثير من الأحيان .
وقد أوكل إليه محمد علي باشا الذي فاز بتقديره مهام مهندس مدني وخبير هيدروجراف ثم أستاذ الطبوغرافيا في المدرسة البحرية، كما عمل أستاذا للتحصينات بمدرسة المشاة بدمياط، في عام 1836 ، تخلى عن هذه المناصب الرسمية ليكرس نفسه بالكامل لعلم المصريات وعلى وجه الخصوص لدراسة الهيروغليفية بالإضافة إلى ذلك فقد وصل رسم لوحاته التى تجسد الحياة على ضفاف النيل والطقوس المصرية بوجه عام.