قال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، إن مستقبل الرواية العربية، مرتبط بقضايا الوطن العربى، وبالرؤى التي تصوغها في مختلف الأقطار العربية.
وقال عاطف أبو سيف، خلال افتتاح فعاليات ملتقى فلسطين للرواية العربية: للمرة السادسة يتم تنظيم ملتقى الرواية العربية في فلسطين، وخلال السنوات الخمس الماضية وبشكل دوري ودون انقطاع يتم تنظيم هذا الملتقى بعد أن تم تحديد تاريخه بشكل دائم في ذكرى استشهاد غسان كنفاني، رائد الرواية الفلسطينية، وأحد أركان الكتابة السردية العربية في القرن العشرين، في الثامن من تموز إذ تم تحديد هذا اليوم يومًا للاحتفاء بالرواية الفلسطينية من قبل الحكومة منذ عام 2019، والاحتفاء بالسرد الفلسطيني ومنجزه".
وأضاف وزير الثقافة الفلسطينى: "فيما تعمل الوزارة على مواصلة البرنامج الثقافي الوطني الشامل الذي أطلقته لإعادة طباعة كل ما كُتِب وطُبِع في فلسطين قبل النكبة، والذي شمل أيضًا طبع روايات لأول مرة ترى النور منذ طباعتها قبل ثمانين عامًا، فإن الاحتفاء بالمنجز الروائي الفلسطيني والعربي يأخذ أبعادًا خاصة في ظل السعي لاستثمار ما تتمتع به الكتابات الروائية العربية من فرص وثراء نجحا في رفع مكانة الرواية العربية ليس على صعيد الكم بل الجودة."
وأشار وزير الثقافة الفلسطيني إلى أن الرواية العربية حققت نجاحات هامة على الصعيد العالمي، وصار حضورها يعتد به ولم يعد من الممكن إهمالها، سواء على صعيد ما تقدمه من موضوعات أو تتمتع به من فنيات وجماليات أو تطرحه من أسئلة ورؤى وتوجهات.
وقال عاطف أبو سيف إن طرح جائزة غسان كنفاني للرواية العربية التي تم استحداثها في الذكرى الخمسين لاستشهاده، ومنحها للعام الثاني على التوالي ضمن فعاليات ملتقى الرواية، يأتي ضمن هذا الفهم للدور الذي يمكن للكتابة أن تقوم به في الحفاظ على وعي وذاكرة القراء وفي تثقيفهم جماليا وفنيا ومعرفيا.
وأضاف وزير الثقافة الفلسطينىأن الملتقى سيحتفي بالكاتب والمترجم الفلسطيني أحمد عمر شاهين، ابن يافا، الذي كتب عن الخروج منها وعن الشوق لها، إذ سيتم تخصيص ندوة تناقش أعماله وكتاباته وفكره، كما أعيدت طباعة روايته "بيت للرجم بيت للصلاة" التي روى فيها ما شاهده بأم عينه من نكبة يافا عام 1948، وهو "تقليد نسعى كل عام لأن نحافظ عليه من أجل إثراء الذاكرة السردية وتعزيز التواصل بين الأجيال".
وشدد وزير الثقافة الفلسطينىعلى أن "الملتقى يطمح لأن يكون منصة ومناسبة لتبادل الأفكار حول واقع الرواية العربية ومستقبل الكتابة الروائية وأسئلتها الواسعة والاحتفاء بالمنجز الروائي العربي. فمستقبل الرواية العربية مرتبط بالموضوع العربي وقضايا العرب المتعددة التي يصوغها واقع الأقطار المختلفة، وهو مرتبط بالفنيات والجماليات والتداخلات مع الأجناس المختلفة والعلاقات المتشابكة ثقافيا التي لا بد أن تجيب على السؤال الخالد حول الحاجة للسرد لمقدرته أن يغطي نواقص كثيرة في وعينا ونمونا الثقافي".