فى القرن السابع عشر، سطع نجم عالم الفلك والفيزياء و الفيلسوف الإيطالى "جاليليو جاليلى"، بنظرياته العلمية و نبوغه واختراعاته المتعددة التى كان أبرزها اختراعه للتليسكوب.
اتهام جاليليو..
و لم يكن يعلم "جاليليو" أن نظرياته و تجاربه العلمية والأوراق التى كان يخطها فى ليالى بحثه، والأكثر اختراعه للتليسكوب، ستكون سبباً لمحاكمته ومن ثم لموته، ولكنه أدرك ذلك فيما بعد، عندما اتهمته الكنيسة الكاثوليكية بالهرطقة و الخروج عن تعاليمها الدينية ومخالفته بنظرياته لما ورد بالكتب السماوية، وتم الحكم عليه بالإعدام، فقال جاليليو "ياليتنى أحرقت كل ما كتبت بيدى حتى لا أشهد يوم محاكمتى هذا".
الصراع بين جاليليو و الكنيسة الكاثوليكية..ومحاكمته..
وترجع البداية عندما تبنى جاليليو إثبات نظرية عالم الفلك الذى عاش عصر النهضة نيكولاس كوبرنيكوس، والتى كانت تفيد بمركزية الشمس، بدلاً من مركزية الأرض، فقد كان السائد أن الأرض هى مركز الكون، و آمنت بتلك النظرية الكنيسة الكاثوليكية لمدة 12 قرن، وجعلت مجرد التشكيك فى هذه النظرية كفراً.
وعندما أخترع "جاليليو" التليسكوب، وأثبت صحة نظرية "كوبرنيكوس"، مخالفاً بذلك ما تؤمن به الكنيسة، اعتبرت الأخيرة أنه مهرطق و يدعو للثورة عليها و على التعليمات التى تصدرها، فحكمت عليه بالإعدام.
ندم جاليليو و تخفيف الحكم للإقامة الجبرية ..
تم تخفيف الحكم على العالم الإيطالى بالإقامة الجبرية، بعدما أجبرته الكنيسة الإعتراف بتوبته، فاعترف العالم بذلك مضطراً حتى ينجو من حكم الإعدام، وقال حسب وثائق الكنيسة الكاثوليكية بروما
"أنا المدعو جاليليو جاليلى، ابن فنشنزو جاليلى من سكان فلورنسه، وأبلغ من العمر سبعين عاما، أقسم إننى آمنت بكل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية الرسولية بروما، وسأؤمن مستقبلا بكل تعاليمها وما تبشر به، وأعلن ندمى عن كل الأفكار والهرطقات التى أدليت بها مسبقا، وعن كل ما اقترفته فى حق الكنيسة، وأقسم ألا أعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى، وأن أشهد أمام هذه الهيئة المقدسة ضد أى شخص يقترف فعل الهرطقة أو المساس بمعتقدات الكنيسة فور علمى بذلك".
وبعد اعترافه بعكس ما كان يؤمن به و عاش من أجله طوال حياته، أقام "جاليليو" فى منزله تحت الإقامة الجبرية، وتدهورت صحته، و أصيب بالعمى، وتوفى عام
1642.
براءة جاليليو بعد موته ..
أدت محاكمة جاليليو أمام محكمة التفتيش بالفاتيكان إلى مناقشات طويلة عبر التاريخ، حتى أعلنت الكنيسة عام 1992 اعترافها بصحة ما جاء به "جاليليو" واعتذرت عن حكمها السابق، لينال حكما بالبراءة بعد وفاته، وفى عام 2008، قام الفاتيكان بإتمام تصحيح أخطائه تجاه جاليليو، وقام بوضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان.
بيع وثائق جاليليو فى مزاد ..
وعرضت دار المزادات العالمية "كريستى" بلندن، مؤخراً، مجموعة من تلك الوثائق و المجلدات التى كتبها "جاليليو جاليلى"، وكانت محرمة من قبل الكنيسة فى القرن السابع عشر.
وباعت "كريستى" الوثائق المعروضة للبيع بسعر تعدى المليون جنيه استرلينى، وتحديداً بسعر مليون استرلينى و 215.5 ألف جنيه استرلينى.
والوثائق والكتب التى تم بيعها ضمن مزاد للكتب العلمية، بلغ عددها 8، وتعود للقرن الـ 17، تتناول موضوعات فلكية، وتخطيطات "جاليليو" لصنع التليسكوب، و تخطيطات تحسين أنواع البوصلة، و تخطيطات لاختراع البوصلة العسكرية والهندسية، ومجلد عن تاريخ وشرح ظاهرة البقع الشمسية والحوادث الخاصة بهم، والبقع الشمسية هى بقع سوداء تظهر على سطح الشمس، بالإضافة إلى كتابات توضح أطوار كوكب الزهرة وأسرار كوكب زحل، وكتاب ألفه العالم الإيطالى عام 1610، بعنوان "رسول من النجوم"، ومخطوطة لجاليليو يشرح فيها اكتشافه لأقمار كوكب المشترى الأربعة
وتضمن المزاد أيضاً الطبعة الأولى من النص الرئيسى لجاليليو حول الجدل الدائر حول طفو الأجسام، ونسخة من كتاب "الفاحص" وهو آخر وأهم عمل فى الجدل المتعلق بخصائص المذنبات و طبيعة هذه الأجرام السماوية، والكتاب يعرض النهج العلمى الذى وضعه جاليليو للتحقيق فى الظاهرات السماوية، و الكتاب المعروض هو نسخة طبعها فى روما جياكومو ماسكاردي، عام 1623.