تمر اليوم الذكرى الـ234 على سقوط سجن الباستيل في فرنسا ويعد من أهم احداث الثورة الفرنسية، وبالتحديد في 14 يوليو عام 1789، وهو سجن أُنشئ في فرنسا بين عامي 1370 و1383 كحصن للدفاع عن باريس ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة.
أنشئ السجن في زمن الملك شارل الخامس حصناً للدفاع عن الجانب الشرقي من باريس من الجيوش المعادية خلال فترة حرب المئة عام بينها وبين إنجلترا (1337-1453).
ووضع عمدة باريس حجر الأساس للباستيل عام 1370م، وهكذا بنى الباستيل ابتداء من 1378 من ثمانية أبراج بارتفاع 24 مترا وبسمك 3 أمتار عند القاعدة ومتر و80 سم عند القمة، واستغرق البناء 12 سنة، ومات شارل الخامس أو (شارلكان) عام 1380 قبل أن يتم بناء الباستيل فى 1390.
منذ البداية كان للباستيل باب جانبى يستخدمه الملك للدخول والخروج سراً من باريس، وقد اعترضت بلدية باريس على وجود هذا الباب وحاولت إلغاءه، ولكنها عجزت عن ذلك، ولم يعتبر الباستيل قصراً إلا فى عهد لويس الرابع عشر حين أصدر هذا الملك فى 1667 أمراً ملكياً لقومندان الباستيل باعتبار الباستيل أحد القصور الملكية وأمره بموجب هذا أن يطلق المدافع ابتهاجا بمولد ابنته، وفى عهد لويس الخامس عشر كان الباستيل يطلق المدافع تحية للملك عند دخوله وخروجه من باريس.
لم يصبح سجناً إلا في القرن السابع عشر في زمن الملك الفرنسي لويس الثالث عشر، أي بعد حوالي 3 قرون من تأسيسه، عندما أصدر الكاردينال دي ريشيليو قراراً بتحويل الباستيل إلى سجن، من أشهر مساجين سجن الباستيل كان الكاتب والفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير، الذي عُرف بنقده الساخر واللاذع ودفاعه عن حرية الإنسان، وقد حُبس عام 1717 لمدة 11 شهراً بسبب كتاباته.
سجن فيه الروائي الفرنسي ماركيز دي ساد، على خلفية اتهامه بأن رواياته لا أخلاقية، تحارب القيم الدينية والمجتمعية والقانونية في فرنسا، وأطلق سراحه من سجن الباستيل في عام 1789، خصَّص الملك مصروفاً يومياً قدره 10 ليفات لكلّ سجين، وهو ما يكفي لإطعامهم وكسوتهم، وكان السجين في سجن الباستيل، يستطيع أن يستقبل خمسة أو ستة زوار في اليوم.
سمعة سجن الباستيل ظلت سيئة جداً في الأوساط الشعبية التي كانت تعتبره رمزاً للظلم والقهر وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، أوصى كوربيت مفتش بلدية باريس عام 1784، بتحويل سجن الباستيل إلى ساحة تحمل اسم الملك لويس السادس عشر.
في يوم 14 يوليو عام 1789، اقتحم مواطنون من باريس وجنود فرنسيون متمردون سجن الباستيل، وحرروا الأسرى والذخيرة، لم يبقَ في السجن سوى سبعة أسرى فقط.
الموقع السابق لسجن الباستيل، يسمى ساحة الباستيل، وهي حالياً موطن لدار أوبرا اسمها Opéra Bastille، كما تم تحويل الخندق الكبير الذي كان خلف السجن إلى مرسى قوارب ترفيهية، وبجانبه مقاه ومطاعم أخرى