يمثل كتاب "الفرح: السعادة الدائمة فى عالم متغير" خلاصة تجربة اثنين من الزعماء الدينيين وهما الدالاي لاما وديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا، وهما من الحائزين على جائزة نوبل للسلام وقد سجلا خلاصة تجربتهما فى الحياة فى هذا الكتاب بمساعدة دوجلاس أبرامز الذى حرر المادة وجمعها وأخرج الكتاب فى صيغته الأخيرة.
فى هذا الكتاب تقدم تجربة الدالاى لاما وديزموند توتو كيف نجا قداسة الدالاي لاما ورئيس الأساقفة ديزموند توتو من أكثر من خمسين عامًا من المنفى وعنف الاضطهاد، الذي يسحق الروح ليصلا فى النهاية إلى السلام الروخى فعلى الرغم من الصعوبات التى لاقياها فإنهما من أكثر الناس سعادة على هذا الكوكب.
بداية قصة هذا الكتاب كانت فى أبريل 2015 حين سافر رئيس الأساقفة توتو إلى منزل الدالاي لاما في دارامسالا بالهند، للاحتفال بعيد ميلاده الثمانين ولإنشاء ما يأملان أن يمثل هدية للآخرين، فقد نظرا إلى حياتهم الطويلة للإجابة على سؤال واحد ملح: كيف نجد الفرح في مواجهة معاناة الحياة التي لا مفر منها؟
لقد تبادلا الحكى عن القصص الحميمة والممارسات الروحية وبحلول نهاية أسبوع مليء بالضحك والدموع ، كان هذان الرجلان العالميان قد وصلا إلى طرق للتغلب على هاوية ويأس عصرنا وكشفا كيف نعيش حياة مليئة بالبهجة.
يقدم لنا هذا الكتاب فرصة نادرة لاكتشاف أسبوعهما المذهل وغير المسبوق معًا من أول لقاء إلى الوداع النهائي.
نستمع إليهما عبر صفحات الكتاب وهما يستكشفان طبيعة الفرح الحقيقي ويواجهان كل عقبات الفرح من الخوف والتوتر والغضب إلى الحزن والمرض والموت ثم يقدمان لنا أركان الفرح الثمانية ، التي توفر الأساس لسعادة دائمة في جميع أنحاء وتشمل القصص والحكمة والعلم كما يشاركان ممارسات الفرح اليومية التي ترسي حياتهم العاطفية والروحية.
لم يطالب رئيس الأساقفة مطلقًا بالقداسة ويعتبر الدالاي لاما نفسه راهبًا بسيطًا وفي هذا التعاون الفريد يقدمان لنا انعكاسًا للحياة الحقيقية المليئة بالألم والاضطراب التي تمكنا من خلالها من اكتشاف مستوى من السلام والشجاعة والفرح يمكننا جميعًا أن نتطلع إليه في حياتنا.
يذكر أن الدلاى لاما هو القائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين حتى عام 1959 ميلادية حيث كان الدالاي لاما يمثل القيادتين الروحية والدنيوية في إقليم التبت، وهو بطبيعة الحال راهب بوذي في جماعة القبعات الصفر "جيلوجبا" والتي أوجدت على يد تسونجكابا (1357 – 1419).
لقب بملك التبت وخليفة بوذا في نظر أتباعه حيث كان دلاي لاما الرابع عشر آخر من حمل هذا اللقب وهو من مواليد شنغهاي عاما 1935 وكان يبلغ الرابعة من عمره عندما اعتبره فريق من اللامات خليفة دلاي لاما الثالث عشر، ثم نصّب في لاسا عام 1940 وأصبح يعتبر "بوذا الحي"
أما ديزموند توتو فهو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام العام 1984، انتخب أول الأساقفة السود في جنوب أفريقيا الأنجليكانية وكبير أساقفة كيب تاون، جنوب أفريقيا، ورئيس للكنيسة مقاطعة جنوب أفريقيا ، حصل على جائزة نوبل للسلام في 1984، وجائزة ألبرت شويزير الإنسانية، وجائزة الحرية في 1986.