عبر عبد الإله بن عرفه، الذي يزور مصر للمرة الاولى، عن سعادته بمهرجان دواير الثقافي وخاصة بدلالات الاسم التي يراها مهمة وحقيقية، مشيرا إلى أن الجيل الجديد يرسخ لقيمة الثقافة ودعم القوى الناعمة.
تناول النقاش مخطوطات ابن عربي والسمات الخاصة بها، وقال بن عرفة: "من الافات التي طرأت خلال نشر اعمال ابن عربي الاعتماد على بعض النسخ التي كانت في بلاد العجم".
جاء ذلك خلال ندوة لمناقشة «الديوان الكبير» للشيخ محي الدين ابن عربي، مع الكاتب المغربي عبد الإله بن عرفة. أدارها الباحث في التصوف مؤمن نصر، ضمن فعاليات مهرجان دواير الثقافي.
وعن مرتبة الشعر عند ابن عربي، أكد بن عرفة أنه يجب أن نشير إلى أن المرتبة الوجودية للشعر عند الشيخ الاكبر متقدمة بمراحل عن النثر، فهو يعرفه في المقدمة التي حققتها، إذ يقول بن عربي "النظم هو الجوهر الثابت والنثر هو الفرع النابت"، وهو يعتبر في محتوياته ومذهبه الوجودي انه الاجدر في التعريف بالمعارف الالهية. إذ أن كل باب من أبواب الفتوحات يبدأ بأبيات شعرية يدل على ان مرتبة الشعر تتقدم على مرتبة النثر.
وأضاف بن عرفه: "هذه ليست مسألة شكل أدبي وإنما تتجاوز هذا التصنيف إلى مرتبة وجودية، وخاصة الشعر العرفاني الاقدر بالتعريف عن المعارف الالهية في سطوتها وعمقها". منوها إلى أن الهامش ملك للباحث المحقق بينما لابد من الالتزام بالنص الاصلي.
وعن التحقيق أشار عبد الإله بن عرفه إلى أن النسخة الحاكمة هي بخط الشيخ، فهي النسخة الاصلية او النسخة الأم، وفي التحقيق ننبه ونرجح في الهوامش بالنسخ المختلفة. لافتًا إلى أنه هناك بعض المخطوطات نسبت خطأ للشيخ ابن عربي.
وقال بن عرفه: "أسلوب الشيخ معروف، لكن كيف نطبق هذا علميا، فهي لغة أو كتابة غير نساقية، اي انه لا يتبع نسقا نظاميا معينا لذلك فالتعليق الغالب عند الكثير من الباحثين لكتب الشيخ يقولون إن الكتابات متناقضة لغويا وهو غير صحيح فهي غير نساقية. لكنه يتكلم من حضرة القرآن ومردها في كل المكتوبات القرآن".
كما تطرق الحديث إلى تأثير الشيخ محي الدين بن عربي على دارسيه بمختلف جنسياتهم، وأهمية تناول علمه وأثره بالدراسة.
يذكر أن أولى دورات مهرجان دواير الثقافي انطلقت بمشاركة أكثر من 25 دار نشر عربية ومصرية، ويشهد أكثر من 25 فعالية ثقافية، منها 4 ورش عن الكتابة الإبداعية والسينمائية، وأكثر من 18 ندوة تتنوع بين مناقشات الكتب واللقاءات المفتوحة والندوات المتخصصة، بمشاركة عدد كبير من المثقفين المصريين والعرب، كما يتضمن معرضًا لأحدث الكتب التي صدرت عن دور نشر مصرية وعربية، بالإضافة إلى معرض خاص للكتاب المستعمل يضم ما يزيد عن 3000 كتاب في مختلف المجالات.