أنا والتعليم.. كيف تحدث ثروت أباظة عن رحلته الدراسية؟

حصل الكاتب الراحل ثروت أباظة الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ العمل بالمحاماة قبل تغيير مساره، لكنه بدأ حياته الأدبية من المدرسة في سن السادسة عشر وهي بداية مبكرة فاتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا. وقد تحدث عن رحلته الدراسية فى كثير من المواقف منها قوله فى إحدى مقالاته المنشورة فى الأهرام بعدد 14 مايو 1976 : أذكر أننا حين كنا طلبة في المدارس الثانوية كانت مكتبات المدارس حافلة بالكتب، وأذكر أنني قرأت من مكتبة المدرسة تيمور جميعه، وبعض كتب توفيق الحكيم التي كانت نافذة من السوق، وغير هذين، فقد كانت كتب جميع الأدباء الكبار في المكتبة، بل كان بها أيضًا الكثير من كتب النشء الحديث في ذلك الوقت، وكانت كتب التراث جميعًا في مكتبات المدارس، وأذكر مثلًا أنني قرأت العمدة لابن رشيق من مكتبة المدرسة، وقرأت منها أيضًا كتب المنفلوطي، وأنا لا أستطيع أن أتصوَّر أن المدارس اليوم تخلو تمامًا من المكتبات، وأن الميزانية المدرجة لها لشراء كتب تُستنفَد في أشياء أخرى لا شك أنها أقل أهمية من إتاحة الثقافة للطلبة، وهكذا أصبح من الطبيعي أن يعرف الطلبة كُتَّابهم من خلال أعمالهم في السينما والتليفزيون والراديو، دون أن يقرأوا هذه الأعمال في كتبها الأصلية". وفى واقعة أخرى كان "أباظة" فى السنة الرابعة بمدرسة فاروق الأول، وكان الأستاذ ضاحى، وهو مدرسة اللغة العربية، قد طلب من الطلاب أن يكتبوا موضوع إنشاء، وكتب "ثروت" الموضوع واستعمل فيه فعل، تساءل على وزن تفاعل، فإذا بالأستاذ ضاحى يضع خطًا تحت الفعل، ويقول تساءل على وزن تفاعل وتفاعل أى تبادل الشىء بينه وبين إنسان آخر. لكن ثروت لم يوافق ما قاله المدرس، وعندما ذهب إلى المنزل كشف فى القاموس، فوجد الأستاذ مخطئا خطأ فادحا، فكتب كلمة عن خطأ الأستاذ، وكان فى ذلك الحين أنعم عليه الله، كما يروى هو بصداقة من نوع عجيب هى مزيج بين الأستذة والصداقة فى وقت معًا، فقد كان الأستاذ العوضى الوكيل، الشاعر الكبير، من الذين يحبهم والده حبًا جمًا وكان يزورهم على فترات، وفى إحدى المرات طلب والده من الأستاذ العوضى أن يستقدم مدرس لغة إنجليزية، ورشح لهم الأستاذ عثمان نوبه. ومنذ اللقاء الأول، يروى ثروت أباظة، كيف شعر كل منهم أنه قريب قربا لا يكون إلا بصداقة سنوات طوال، وكان الأستاذ عثمان نوبه قاضيا شرعيا زميلا للأديب أحمد أمين، فأطلع ثروت الأستاذ عثمان على ما كتبه، وطلب منه أن ينشر ذلك فى مجلة الثقافة، وكان عمره حينها ستة عشرة عامًا، وبالفعل أخذه إلى مسؤول المجلة وكان حينها الأديب الراحل أحمد أمين، وعرضه عليه، وحين قرأها قال لعثمان: «أهى لمدرس زميلك؟»، فتردد عثمان قليلا وقال إنما لمحام صديق، وفوجئ ثروت بالكلمة تنشر، وقد مهرها بتوقيع تلميذ قديم واتخذ لها عنوانا «تصحيح أوراق».



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;