يعد التصوير الفوتوغرافي فى المعالم السياحية عادة بديهية لملايين من البشر، الذين يسافرون حول العالم، ويسعون إلى التقاط العديد من الصور خلال زيارتهم لهذه المعالم، كنوع من الاحتفاظ بالذكريات وللقول "لقد كنا هنا".
ومع تقدم التكنولوجيا التى عملت على تطوير الهواتف والكاميرات الصغيرة الخفيفة، لسهولة حملها، أينما ذهبنا، لتسهيل عملية التصوير، حذر بعض الخبراء من كثرة التصوير فى المعالم السياحة.
ففى تقرير نشرته جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، المعروفة باسم جائزة هيبا، أشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت العديد من التقارير والتناولات الإعلامية والطبية لقضية كثرة التصوير وطبيعة تأثيره على الذاكرة.
وأشارت جائزة هيبا إلى أن مجموعة من الباحثين الأمريكيين نشروا في مجلة Applied Research in Memory and Cognition تأكيدا على أن التقاط الصور أثناء زيارة المعالم السياحية والتاريخية قد يُضعف ذاكرتنا للأحداث والتفاصيل، ومن خلال التجارب بات واضحا أن القدرة على تذكر تفاصيل الأعمال الفنية زادت عند مشاهدتها بصريا دون التقاط صور لها.
وفى نفس السياق، يرى موقع "إن بي آر" أن التقاط الصور يساعد الذاكرة شريطة أن يتم بعناية، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن التقاط الصور يمكن أن يعزز ذاكرتنا بالفعل في ظروف معينة.
وتُظهرُ الدراسة أنه على الرغم من كون التقاط صورة قد يكون عامل تشتيت، فإن الاستعداد لالتقاط صورة من خلال التركيز على التفاصيل المرئية من حولنا له بعض الفوائد. وفى هذا تقول أستاذة الأعمال في جامعة نيويورك "أليكساندرا باراش"، والمؤلفة المُشاركة في الدراسة، أنه عندما يأخذ الناس الوقت الكافي لدراسة ما يريدون التقاط صور له والتركيز على عناصر معينة يأملون تذكرها .. تصبح الذكريات أكثر عمقا في العقل الباطن.
أستاذة علم النفس في جامعة فيرفيلد "ليندا هنكل" تعتبر أن الناس عندما يعتمدون على التكنولوجيا لتذكر أية أمور، فإنهم يستعينون بمصادر خارجية لذاكرتهم، إنهم يعرفون أن الكاميرا الخاصة بهم تلتقط تلك اللحظة، لذا فهم لا يهتمون بها بطريقة قد تساعدهم على التذكر، وتضرب مثالا على ذلك من خلال تدوين رقم هاتف لشخص ما، فمن غير المُرجح أن تتذكره بشكل عفوي لأن عقلك يخبرك بعدم ضرورة ذلك.. فالهاتف الذكي قام بالمهمة.