الهرم المنحني هو أحد الأهرامات التي بناها الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة أطلق عليه اسم "المنحني" بسبب الانكسار الموجود به والذي تسبب فيه تغيير زاوية بنائه، وهي مشكلة هندسية في التصميم، حيث بدأ بناء الهرم بزاوية 55 درجة ولكن كان لا بد من تعديله إلى 43 درجة بسبب الحمل الزائد في الأحجار مما أدى إلى عدم الاستقرار.
والهرم المنحني مسجل على قائمة التراث العالمي باليونسكو كجزء من جبانة منف الأثرية.
ويقول الدكتور حسين عبد البصير عالم المصريات مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن الهرم المنحنى يبلغ ارتفاعه الأصلي حوالي121 مترًا، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي 188.1 مترًا، وللهرم زاويتان ميل الأولي 55 درجة، إلى ارتفاع 49 مترًا، والثانية 43 درجة إلى ارتفاع 52 مترًا. وللهرم مدخلان، الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 مترًا، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5 مترًا، منها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ومنها إلى ممر غير منتظم، تؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم.
أما الجهة اليسري تؤدي إلى غرفة الدفن غير مكتملة السقف، والتي يوجد بها دعامات خشبية من خشب الآرز المستورد من لبنان. وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر. كان أولها عام 1839 ميلادية على يد البريطانيين برنج وفيز، حين قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم بين عامي 1894 و1895 ميلادية، حين جاءت بعثة دى مورجان. وهي أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
وتابع الدكتور حسين عبد البصير، أنه في عام 1945 ميلادية، تمكن المهندس الأثري المصري المرحوم عبد السلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو مكتوبًا أكثر من مرة مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية الخاصة بالهرم، خصوصًا تلك الموجودة في أركان الهرم، وذلك أثناء قيامه بأعمال الحفر الأثري حول الهرم. وفي عام 1951 ميلادية، استطاع عالم الآثار المصري الراحل الدكتور أحمد فخري اكتشاف المدخل الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له. وقام بتنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبد الوادي.
والهرم المنحني هو أحد الأهرامات الأربعة التي بناها الملك سنفرو، وأطلقنا عليه اسم "المنحني"، بسبب الانكسار الموجود به، والذي تسبب في تغيير زاوية بنائه، وهي مشكلة هندسية في التصميم، وتم تعديل زواية البناء، بسبب الحمل الزائد في الأحجار، مما أدى إلى عدم الاستقرار، ليبدو وكأنه هرم فوق مصطبة.
وما يزال يحتفظ بجزء كبير من الكساء الخارجي، وعلى الرغم من التعديلات التي أجراها مهندس الملك في الهرم المنحني، فإنه بنى هرمًا جديدًا على مسافة قصيرة في ميدوم، ويمثل الهرم المنحنى، أو المنكسر الأضلاع، أو الهرم الجنوبي، المرحلة قبل الأخيرة من مراحل تطوير المقبرة الملكية وصولاً بها إلى الشكل الهرمي الكامل من هرم الملك زوسر المدرج وهرم ميدوم إلى الهرم الأحمر الذي بناه الملك سنفرو في دهشور أيضًا بعد أن اكتشف ميل زواية الهرم المنحني، واستغرق العمل في بناء الهرم المائل 14 سنة. ويبدو أنه لم يعجب الملك سنفرو، فقرر بناء الهرم الأحمر طبقًا للخبرة التي تعلمها مهندسه عند بناء الهرم المنحني، وعند بناء الهرم المنحني، بني الهرم من الحجارة بزوايا مائلة بالنسبة للأرض تقدر بنحو 59 درجة.
ويضيف الدكتور حسين عبد البصير، يرجح أنه بإقامة البناء بذلك الشكل، بدأ البناء يغوص بسبب الأحمال الحجرية، وعلاوة على أن الزاوية الكبيرة تسببت في ارتفاع كبير حاد للهرم وصعب العمل من أجل استكماله وبناء الجزء العلوي منه، ولتدارك تلك المشكلة، قام المهندس ببناء جدران تدعيمية، جعلت زاوية الميل 55 درجة للبناء الذي لم يكتمل بعد، ثم أكمل البناء بزاوية منحنية قدرها 43 درجة، مما جعلنا نطلق عليه الهرم المنحني، وقام الملك سنفرو باستغلال التقنية الجديدة ببناء هرمه العملاق، وأطلق عليه اسم "الهرم الشمالي"، ونسميه اليوم الهرم الأحمر، وللهرم المنحني مدخلان، أحدهما في الجانب الشمالي، وتوجد به سلالم خشبية حديثة، والمدخل الآخر مرتفع في الجانب الغربي من الهرم، ويؤدي كل مدخل إلى غرفة ذات سقف مقبٍ مما يعطي إيحاءً بالتدرج في الارتفاع. وتقع الغرفة الموجودة بعد المدخل الشمالي تحت مستوى سطح الأرض. والغرفة الموجودة بالمدخل الغربي مبنية على ارتفاع داخل الهرم المنحني.
يعد تصميم الممرات مشابهًا لتلك الموجودة في الهرم الأكبر، إذ يحتل المعرض الكبير مكان الممر الصاعد، ويؤدي الممر إلى حجرة الدفن "على الرغم من أنها على الأرجح لم تحتوِ على أي تابوت"، وبالغرفة الواقعة في وسط الهرم سقف مقبٍ، وتحتوي على ممر هابط بعمق أربعة أمتار، ربما حفرها صائدو الكنوز، في الجزء الجنوبي الشرقي من الغرفة. ويمكن الوصول إلى المعبد الجنائزي الفعلي، الذي حفره عالم الأهرامات العظيم الدكتور أحمد فخري عام 1951/1952 ميلادية من الطريق الصاعد. وتبلغ أبعاده سبعة وأربعين مترًا في خمسة وعشرين مترًا. وكان الدكتور أحمد فخري قادرًا على رسم المخطط وإعادة بناء العديد من النقوش البارزة من 1400 قطعة كانت موجودة في الموقع، حسب ما ذكر الدكتور حسين عبد البصير.
وينقسم المبنى إلى ثلاثة أجزاء: غرفة انتظار، وفناء به أعمدة وست مقاصير. وقد أُلحقت بالهرم بقية المجموعة الهرمية. ويزخر معبد الوادي بالعديد من المناظر المهمة. وقد عُثر في المعبد على تمثال وأجزاء من تماثيل للملك سنفرو. وإلى الجنوب من الهرم، كان يوجد هرم صغير، وهو الذي يُعرف باسم "القرين الهرم العقائدي". واكتشفه الدكتور أحمد فخري عام 1956 ميلادية. ويبعد حوالي 55 مترًا من منتصف الضلع الجنوبًي للهرم المنحني. ومدخله من الناحية الشمالية. وهو عبارة عن ممر هابط بطول 25 مترًا يؤدي إلى غرفة دفن ذي سقف جمالوني. وتم غلق ذلك الهرم منذ اكتشافه حتى تم فتحه حديثًا للزائرين. ومنذ فترة، تمت أعمال ترميم وتطوير لكل من الهرم المنحني وهرم القرين. وتضمنت عمل سلالم داخلية، وخارجية، ومشايات؛ لتسهيل حركة الزوار داخلهما، وعمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كل أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات، وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحني. ومنذ فترة قريبة، تم افتتاح هرم سنفرو المنحني وهرم القرين العقائدي الخاص به للجمهور للمرة الأولى منذ عدة عقود مضت.