واحد من الكتب التي تستحق الكتابة هو "مارى أنطوانيت" لـ ستيفان زفايج، ويروي هذا الكتاب قصة عصر عصفت فيه الأهواء السياسية، فتدحرجت رؤوس، وتأرجحت حسوم في الفضاء، وقُدِّمت رقات تحت شفرة المقصلة.
وكان الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت في طليعة الضحايا التي قُدِّمت على مذبح الثورة.
وكاد يمر قرنان أسدل خلالهما الصمت على أغرب شخصية نسائية، هي الملكة ماري أنطوانيت، حتى جاء هذا الكتاب فكشف النقاب عن حقيقة المرأة، وعن علاقاتها الغرامية، وعن أفظع تهمة نسبت إلى أم فحوكمت بسببها وهي ممارسة الحب مع ولدها!.
وينفذ مؤلف هذا الكتاب إلى الأسباب العميقة للثورة، فيصف الأحقاد التي أخذت تحرك الطبقات الشعبية لتدفعها في تيار العنف الدموي الصاخب، ثم يتصدى لشخصيات زوّرها التاريخ فيكشف عن وجهها بجرأة نادرة برقع البطولة، وفي طليعة هذه الشخصيات ميرابو الذي دُعي أسد الثورة وخطيبها المفوّه.
ولد "زفايج" في فيينا عاصمة النمسا عام 1881، اشتهر في بداية حياته كشاعر ومترجم، ثم ذاع صيته في المرحلة التالية في حياته كمؤلف سير وتراجم حين كتب سيرة كل من: "بلزاك" و"ديكنز" والملكة الفرنسية "ماري أنطوانيت" زوجة ملك فرنسا "لويس السادس عشر".
وفي المرحلة التالية من حياته كتب زفايج عدداً من القصص القصيرة قبل أن يذهل العالم بروايته الخالدة (حذار من الشفقة) في عام 1929 وقد عاش في "لندن" من عام 1934 حتى عام 1940، واكتسب الجنسية البريطانية، ثم هاجر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى البرازيل حيث مات منتحراً في عام 1942 عن (61 عاماً)، وفي العام التالي 1943 نشرت سيرته الذاتية بقلمه بعنوان "عالم الأمس".