بين التنوع الثقافى الذى تعيشه "دبي"، استطاعت الكاتبة شيخة الأحبابى أن تنسج خيوط المظلة تلك الرواية التى ضمت تحتها جنسيات عديدة تعايشت وتعاملت فيما بينها على أرض الإمارات.
تنطلق فكرة رواية المظلة الصادرة عن دار المسك على رصد تغيرات الشعوب وثقافات الحضارات ومدى تقبل الآخر من خلال مدينة دبى المدينة الواعدة التى فتحت ذراعيها لاستقبال الوافدين وكأنها أم حنون تسمع مشاكل أولادها وتلبى طلبات ملحيها، هكذا كان ترجمة عنوان رواية المظلة الصادرة عن دار المسك".
وتقدم الكاتبة الإماراتية شيخة الأحبابى المشهد الأدبى فى عالم الرواية متخذه الإمارات مسرحًا لعرض أحداث اجتماعية غنيّة بالقيم، بلغة سردية آسرة، وكأنها ترصد التحولات الاجتماعية
وقالت شيخة الأحبابى عن روايتها الجديدة المظلة الصادرة عن دار المسك بالقاهرة، إن التعريف بالرواية يحمل الكثير من رسائل الحب والاحتواء الذى تمنحه دبى لمن يعيش على أراضها سواء كانوا مغتربين أو مواطنين، و عن اختيارها لجنسيات عربية جسدت شخوص الرواية من مصر والعراق وسوريا والسودان فقالت أن هذه الجنسيات متواجدة بكثرة وأقابلها كثيرا مختلطة فى مجال العمل والأماكن العامة.
وقالت صرحت شيخة الأحبابى عن روايتها التى تناولت تجسيد الطبقات المتوسطة وأقل من المتوسطة بالنسبة للوافدين العاملين فى دبى قالت: دبى ليست للأثرياء فقط رغم ثراءها ولكنها للجميع، هى ليست حصرا على رجال الأعمال، فكل إنسان أيا كان مستواه المعيشى يستطيع أن يعيش فى دبى وهى مظلة الجميع فعلا وليس قولا.
اما عن عبقرية المكان فقد كانت منطقة السطوة بدبى هى مسرح أحداث الرواية، وذلك لكونها منطقة عريقة وقديمة وبها تنوع ثقافى يصعب وصفه فجميع الجنسيات تعمل أو تسكن أو تتسوق فى هذه المنطقة وهى مزدهرة دائما بالحياة، لا تهدأ ابدا ويغلب على سكانها البساطة فمعظم من قد تراه هناك يكون من فئة العمال.
وعن الجانب الاجتماعي فى أحداث الرواية تطرقت الكاتبة للإشارة إلى الفساد الإدارى وخصوصا فساد المدراء الكبار كالمدير العام ومن يحيط بهم بالرغم من أن الرواية تتحدث عن التعايش والتسامح فى دبي، وذلك لكون الرواية تحمل مجموعة من الرسائل، ومن ضمن تلك الرسائل معاناة الموظف النزيه الذى لايقبل بأن يكون جزء من منظومة الفساد الادارى وما ينعكس عليه من ظلم .
وعن الإهداء المزين به الرواية، حيث أهدت الكاتبة العمل للطفلة الجزائرية فاطمة غلام، قالت : أردت أن أقول لتلك الطفلة الجميلة التى توفيت وهى فى طريقها الى دبى لتحقيق حلمها : " بأنك ستبقين فى وجداننا وستبقين فى ذاكرة دبى مابقيت " .
يذكر الكاتبة شيخة الأحبابى من الروائيين الجدد فى دولة الإمارات العربية المتحدة والتى بدأت طريقها الادبى بقصة للناشئة بعنوان "جميل" ثم الحقتها برواية " المظلة " ايماناً منها بالتعبير عما يجول بفكرها لقضايا مجتمعية وحيوية، لتقودك إلى العيش بمشاعر جديدة، عبر روايتها، وبلغتها الأدبية السهلة، عبرت عن فكرتها الإبداعية لتجعلك تعيش واقعاً وخيالاً فى ذات الوقت.
عززت الكاتبة من خلال روايتها "المظلة" أفكاراً عميقة دعمت الجانب الإنسانى والخيالى والإبداعى لتسرد لنا قصص تعيش عالمها وتجول فى أروقتها من خلال رصد التنوع الثقافى والحضارى الذى تعيشه إمارة دبي، مدينة جمعت 220 جنسية لكافة الاطياف تحت مظلة واحدة، لتؤكد لنا أن دبى أفضل مدينة للعيش والعمل .