المتحف المصرى بالتحرير أقدم المتاحف العالمية، والذى يضم آلاف القطع الأثرية، ومنذ أن تم إنشاء المتحف في مكانه الحالي بالتحرير وهو يمد كل المتاحف في مصر بالقطع الأثرية، ولهذا نستعرض أول القطع الأثرية التي تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
وترجع القصة حسب ما ذكرها أرشيف المتحف المصرى بالتحرير، إلى بداية القرن العشرين، إذ تم نقل تمثال "التوأم" إلكسندر هيليوس وكليوباترا سيلينا أبناء مارك أنطوني وكليوباترا السابعة، وهو مصنوع من الحجر الرملي.
وقد تم العثور على التمثال بجوار معبد حتحور بدندرة غرب النيل عام 1918م، والطفلان هنا عاريان يمثلان الشمس "هيليوس" والقمر "سيلينا" وهم مصوران يحتضان بعضهما الأخر، ويظهر أعلى رأس الولد قرص شمس بداخلها عين أوجات الحامية يؤرخ التمثال بين العامين 50 -30 ق. م حيث أن التوأم قد ولدا عام 40 ق. م.
المتحف اليونانى الرومانى هو أحد أهم معالم مدينة الإسكندرية، افتتح رسميًا عام 1892م فى عهد الخديوى عباس حلمى الثاني، وكان الهدف من تشييد هذا المتحف هو حفظ الآثار المكتشفة فى الإسكندرية.
اشتمل المتحف فى البداية على 11 قاعة ثم تم إضافة قاعات أخرى حتى وصل عددها بعد التطوير الذى تم فى عام 1984م إلى 27 قاعة بالإضافة إلى الحديقة المتحفية، حسب ما ذكرت وزارة السياحة والآثار، ويرجع تاريخ معظم مقتنيات المتحف إلى الفترة الممتدة ما بين القرن الثالث ق.م حتى القرن الثالث الميلادي، وتشمل العصرين البطلمى والرومانى وكذلك العصر القبطى.
ظل المتحف يؤدى رسالته العلمية والثقافية والتعليمية للزائرين من المصريين والأجانب إلى أن صدر قرار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى 2005م بغلق المتحف للتطوير، وهو ما بدأ الاستعداد له بجرد جميع مقتنيات المتحف وتوثيقها، وترميم ما يلزم ترميمه منها قبل تغليفها ونقلها إلى المخازن المتحفية، كما تمت إعارة مجموعتين من القطع لمتحف آثار مكتبة الإسكندرية ومتحف الإسكندرية القومى لتعرض بهما مؤقتًا.
وتعد مكتبة المتحف اليونانى الرومانى واحدة من أهم المكتبات الموجودة بالإسكندرية إذ تزخر بالعديد من الكتب النادرة، وقد تم نقلها إلى قاعة بالمتحف البحرى حتى تكون متاحة للدارسين، وقد تم فى سبتمبر 2010م إزالة سقف المكتبة الأصلى لإنشاء الطابق الثانى كما هو مخطط طبقًا للتصميم الجديد للمبنى بعد التطوير، لكن العمل توقف عقب يناير 2011م.