تمر، اليوم، الذكرى الـ175 على ميلاد آرثر بلفور، 25 يوليو 1848 - 19 مارس 1930، تولى رئاسة الوزارة فى بريطانيا من 11 يوليو 1902 إلى 5 ديسمبر 1905، عمل أيضاً وزيراً للخارجية من 1916 إلى 1919 فى حكومة ديفيد لويد جورج، اشتهر بإعطاء وعد بلفور الذى نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
ووفقا لدراسة بعنوان "بلفور من اللا سامية إلى إنشاء وطن قومى لليهود" للدكتور مراد الزير، فقد صرح البرلماني ديفيد كرونين، بأن بلفور لم يكن متعاطفاً مع اليهود فهو كان معادياً للسامية، فهو كرئيس للوزراء قد دعا لوضع قانون صارم فى عام 1905 ينص على مكافحة الهجرة، وجاء ذلك لمنع اليهود الفارين من المذابح الروسية من اللجوء إلى بريطانيا، وهو ما يتفق مع ذكرته ندى الشقيفى إلى أن بلفور لا ينتمى للسامية، وكُشف ذلك بعد عام 1905 حينما أقر بقانون يحد من هجرة اليهود من أوروبا الشرقية، وقد اتهم المندوب الإنجليزى كما ويتفق للمؤتمر الصهيوني السابع بلفور باللا سامية ضد الشعب اليهودي، كما يتفق مع ما أشار إليه عبد الكريم الحسني بأن بلفور في عام 1905 رفض مشروع القانون الخاص بالأجانب واصفا بأن المجتمع البريطاني أصيب بسبب تدفق المهاجرين اليهود.
وتوصلت الدراسة إلى أن التأثير الصهيوني في السياسية البريطانية له الأثر الكبير فى إصدار الإعلان المتعلق بإنشاء وطن قومي لليهود، وإن تحول بلفور وفق رؤية المؤرخين، من اللا سامية إلى السامية كان ناجمًا لأكثر من سبب فمنهم من أشار إلى وازعه الديني، ومنهم إلى أسلوب وايزمان الإقناع، أو إلى ازدواجية السبب بين المصلحة البريطانية والمصلحة الصهيونية حول إنشاء وطن قومي لليهود، ولكن تبين السبب خلال الدراسة بأنه محاولة بلفور استرداد مكانته السياسية في السياسة البريطانية؛ وذلك بعدما خسر مقعده في الانتخابات في عام 1906 في ظل رفضه للهجرة).
ويقال إن دعم بريطانيا جاء للحركة الصهيونية نتيجة مخاوفها من اتجاهات الحرب العالمية الأولى بصرف النظر عن الإيمان الحقيقي بتوجهات الصهيونية الذي يتبناه لويد جورج من بين آخرين فقد كان قادة بريطانيا يأملون في أن يساعد بيان دعم الصهيونية في كسب الدعم اليهودي للحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
في 2 نوفمبر من عام 1917 أرسل بلفور رسالته إلى اللورد روتشيلد الصهيوني المعروف وصديق حاييم وايزمان قائلًا: "إن حكومة جلالة الملك تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".