تحرص الدولة المصرية متمثلة فى وزارة السياحة والآثار على تحسين مناخ الاستثمار السياحي في مصر وتنويع أنماط وزيادة حجم الطاقة الفندقية بها، فقد تم تقييم وترخيص ثلاث منشآت فندقية بيئية في واحة سيوة بمحافظة مطروح، حيث تعد هذه المنشآت هي أول فنادق بيئية يتم تقييمها وفقاً للاشتراطات والمعايير المصرية لتقييم الفنادق البيئية Ecolodge، والتي تم اعتمادها في مارس الماضي، ولهذا نستعرض ابرز المعالم السياحية والأثرية فى مرسى مطروح.
متحف آثار مطروح
متحف مطروح افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مارس 2018م، عبر "الفيديو كونفرانس"، ليصبح أول متحف أثرى شامل بمحافظة مطروح يضم مجموعة كبيرة من الآثار للعصور المختلفة "الفرعونية والرومانية والإسلامية والقبطية".
ترجع قصة متحف آثار مطروح عندما عرضت المحافظة على وزارة الآثار قبل عام 2010، بوجود مبنى مكتبة المحافظة، ومن الممكن تقسيمها نصفين على أن يخصص جزء لإقامة متحف لآثار مطروح، وبالفعل وافقت الوزارة وبدأت فى وضع سيناريو العرض المتحفى، لكن المشروع توقف نظرًا لأحداث 2011، لكن عاد المشروع من جديد فى 2017.
وتم تشكيل عدة لجان للمعاينة، وذلك بحضور شرطة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، وأسفر عن وضع عدة متطلبات منها زيادة عدد الكاميرات وتجهيز فتارين العرض المتحفى، وإضافة خدمات مثل الكافيتريا ومطعم، أبدت محافظة مطروح استعدادها لتلبية كل المتطلبات.
المتحف يضم نحو 691 قطعة تم تجميعها من الآثار المكتشفة بالمحافظة بالإضافة لمتحف "الفن الإسلامى، والقبطى، والمصرى بالتحرير، والسويس، ومخازن آثار الإسكندرية"، وتم الاختيار على مدار 3 أشهر عمل، بحيث يكون سيناريو العرض من نتاج حفائر مطروح وسيوة، وتم استكمال فكرة العرض باختيار قطع من مناطق أخرى، وذلك لعدم وجود نتاج حفائر آثار محافظة مطروح تعطى فكرة سيناريو العرض المتفق عليه.
متحف روميل
يعد كهف روميل أحد الكهوف الطبيعية بمحافظة مطروح، ويقع في جوف الجبل عند المنحدر المطل على الشاطئ بجزيرة روميل أمام الميناء الشرقي للمدينة.
يرجع تاريخ هذا الكهف إلى العصر الروماني حيث استخدم كمخزنا للقمح والشعير، والمياه، لتصديرها إلى الولايات الرومانية، كما استخدم لإمداد السفن وتزويدها بالمؤن اللازمة لقربه من البحر، كما اختاره الجنرال الألماني ارفين روميل، والملقب بـ “ثعلب الصحراء" ليكون بمثابة مقرًا له وقلعة لإدارة القتال أثناء الحرب العالمية الثانية ومهربًا إذا ساءت الأحوال في المعركة.
وظل الكهف مهجورًا حتى عام 1977م، حتي بدأت محافظة مطروح في تجهيزه وإعداده كمتحف، وفي عام 1999 تم ضم المتحف ليتبع المجلس الأعلى للآثار، إلا أنه أغلق لعدة سنوات للترميم والتطوير، ثم أُعيد افتتاحه للجمهور في 25 أغسطس 2017م.
يضم المتحف مجموعة من متعلقات الشخصية الخاصة بالجنرال روميل والتي أهداها ابنه مانفيلد روميل للحكومة المصرية تخليدا لذكراه، وهي عبارة عن أدوات حربية وخرائط للمواقع العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الصغيرة من مقتنيات الحرب، والخريطة التفصيلية لمعركة "الغزالة".
كما يأتي من بين مقتنيات المتحف المعطف الخاص بالجنرال و المصنوع من الجلد، والمنظار، إلى جانب البوصلة، والخرائط التي تحتوي ملاحظات روميل بخط يده.
قرية شالى
قرية شالي بواحة سيوة تقع بمحافظة مطروح. "شالي" كلمة باللغة السيوية تعنى المدينة، بنيت قرية شالي من مادة الكرشيف وهو الطين المشبع بالملح إذا جف يصبح شبيها بالأسمنت في صلابته وهو أسلوب من البناء فريد من نوعه، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي.
يحيط بالمدينة سور متين البناء ليس له غير مدخل واحد يسمي "الباب إنشال" بمعني باب المدينة وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع العتيق وهو أقدم مسجد مبني بالطين في قارة أفريقيا، وتم افتتاحه في شهر ديسمبر 2015، وبعد مرور قرن من الزمان فُتح باب آخر في الجهة الجنوبية من السور قريباً من معصرة الزيت اسموه "باب أثرات" أي الباب الجديد وفٌتح باب ثالث بعد مرور قرن من الزمان سمي باب "قدوحــه" للنساء فقط.
تتضمن المدينة مسجد العتيق، ومسجد الشيخة حسينة المعروف بمسجد تطندي، بالإضافة إلى منازل المدينة وأطلال مبانيها.
وتضم مدينة سيوة القديمة "شالي" 6 آبار مياه عميقة كانت تخدم أهالي الواحة في الشرب، وتم الانتهاء من أعمال الترميم مما يجعل القرية مؤهلة للزيارة بما تحويه من أطلال، تعكس تاريخ المدينة وقيمتها التاريخية.