فى 27 يوليو من عام 1954م تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الجلاء البريطانى عن مصر، التى قضت بخروج آخر جندى بريطانى من مصر، حيث بدأ قادة يوليو مسيرة المفاوضات وانتهت المسيرة بمباحثات ثنائية بين مصر وإنجلترا من أجل جلاء القوات البريطانية المرابطة فى منطقة القناة.
وكانت الاتفاقية تحتوى على 13 بندا رئيسيا، وكانت بين ثلاثة أطراف مصر وبريطانيا والثالث فى موقف أو مراقب للموقف: وهى الولايات المتحدة الأمريكية.
فما الذى جاب فى ديباجة الاتفاقية؟ جاء فى الاتفاقية : "بعد الاطلاع على الإعلان الدستورى الصادر فى 10 فبراير سنة 1953، وعلى القانون رقم 637 لسنة 1954، بالموافقة على الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وشمال أيرلندا، والموقع عليه بالقاهرة فى 19أكتوبر سنة 1954، وبناء على ما عرضه وزير الخارجية، قرر التالى:
مادة 1: يعمل اعتبارا من 19 أكتوبر سنة 1954 بالاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر، وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى، وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة فى 19أكتوبر سنة 1954 ، والمرفق نصه".
ومن بين المواد التى جاءت فى نص الاتفاقية ما يلى (المادة 1) تجلو قوات صاحبة الجلالة جلاء تاماً عن الأراضى المصرية، وفقاً للجدول المبين فى الجزء (أ) من الملحق رقم (1) خلال فترة عشرين شهراً من تاريخ التوقيع على الاتفاق الحالى (المادة 2) تعلن حكومة المملكة المتحدة انقضاء معاهدة التحالف الموقع عليها فى لندن فى 26 أغسطس سنة 1936 وكذلك المحضرالمتفق عليه، والمذكرات المتبادلة، والاتفاق الخاص بالإعفاءات والميزات التى تتمتع بها القوات البريطانية فى مصروجميع ما تفرع عنها من اتفاقات أخرى، (المادة 7).
وتقدم حكومة جمهورية مصر تسهيلات مرور الطائرات وكذا تسهيلات النزول وخدمات الطيران المتعلقة برحلات الطائرات التابعة لسلاح الطيران الملكى التى يتم الإخطارعنها (المادة 8) وتقر الحكومتان المتعاقدتان أن قناة السويس البحرية التى هى جزء لا يتجزأ من مصر طريق مائى له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التى تكفل حرية الملاحة فى القناة الموقع عليها فى القسطنطينية فى 29 أكتوبر سنة 1888.
وتم جلاء آخر جندى بريطانى عن أرض مصر فى 18 يونيو 1956، وتم رفع العلم المصرى لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية نيفى هاوس فى ذلك الوقت ببورسعيد.