إن النفس لا تزال تضطرب، كالبحر الهائج حتى ترى الله فيمنحها السكينة والحب، إننا حين نرى الله في أعماقنا نرمم بقايانا المهدمة ونشعل في قلوبنا شموع الحب، ونحس حرارة الدماء في العروق ونشوة في الروح تصلنا بالسماء، فعندما تؤمن يجب أن تضيء؛ ليرى التائهون معالم الطريق.
فتبارك الذي بيده الحب... يغرسه بساتين على ضفتي القلب المكلوم.
فحسبك من العشق قطرات يقمن روحك المنهكة.
...
أقم صلاتك
أقم صلاتك في الحقول.. وبين الربوع, بين الحنايا, وفي الزوايا
أقم صلاتك بلا ضجيج.. أشعل فتيل الحب.. أقم صفوف العشق
حاذوا بين القلوب, أصغوا إليها.. سدوا الخُلل...
أقم صلاتك.. صلي صلاة محب.. فوق التلال, بين الجبال, في الكهوف
والخنادق, في المعابد والكنائس والمساجد...
...
كانت ترسل إليه من هناك من بعيد
من وراء البحار والجبال والجليد
مع كل نسمة هواء تحية من القلب
وتعانقه بحنايا الضلوع
لتسكب في روحه رصيدا زاخرا من الحب
...
أنحنت في الجبال نقوشا
لا تمحوها الرياح
شيد للروح صروحا وأطمس في النفس
ماضي الجراح
...
إن الآف الكلمات, التي تتوارد إلى خاطري تتلاشى, حين أراك, أُبحر في عمق قلبي, بين الرئتين, أغوص في أحشائي, وبين أوردتي, وبين الحنايا, أترنح كسكير باحثا عن كلماتي.. كل شيء يتلاشى في رحابك.
...
أينما كنت
أرسل إليك.. دفقة من عتاب.. شهقة من عذاب
فأنا بدونك أحيا في بروج من ضباب
أعزف لحن الرحيل.. قبل الوداع الأخير