ظهر الفن التجريدى كنوع من التمرد على الأشكال والتيارات التى كانت سائدة ومسيطرة على الفن التشكيلى نهايات القرن التاسع عشر مثل المدرسة الانطباعية وما بعد الانطباعية فبدأ الفنانون مسيرة الفن التجريدى مطلع القرن العشرين.
ويعتمد الفن التجريدي على أشكال مجردة حيث يرسم الفنان الشكل الذي يتخيله سواء من الواقع أو الخيال في شكل جديد تماما، عبر تجريد كل ما هو محيط بنا عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها يتجلى فيها حس الفنان باللون والحركة والخيال.
قامت النظرية الرئيسية الأخرى للفن التجريدي على المادية؛ فقد ظهرت أول مرة في أعمال الفنانين التجريديين في روسيا نحو عام 1915ميلادية واهتم فنهم أساسًا بالجوهر والأشكال والألوان والأنماط، ورفضت رسوماتهم أسلوب الحكاية والشعر أو التجارب العاطفية، ولكي يُشَكِّلوا بإيجابية العصر الجديد وقاعدته العلمية، فقد أصروا على الأشكال الهندسية المسطحة والألوان غير المعدلة والمسعى المجهول نحو فنهم، وتشمل قائمة الفنانين الرواد أليسيتسكي، وألكسندر رودشينكو.
نال الفن التجريدى شهرة واسعة عبر أعمال التعبيريِّين التجريديين، أو مدرسة نيويورك على يد فنانين مثل جاكسون بولوك، وويليام دي كونينج، وأرشيل جوركي، وفرانز كلاين وروبرت مذرول.
ويمكن تسمية الفن التجريدى فن التمرد على الموضوع فلا موضوع للوحة فى الفن التجريدى بل مجموعة من الخطوط والألوان التى يقع على عاتقها وحدها تحريك المشاعر وأداء دور الفن التشكيلى وقد حذف بعض الفنانين بعد عام 1910 ميلادية كل موضوع الصورة من أجل رسم الأشكال المجردة.
وهنا عمل الروحيون انطلاقًا من الاعتقاد بأن عناصر الفن بإمكانها تحريك الروح مباشرة، وأن الرجوع إلى العالم المادي قد يعوق قدرتهم في نقل الرسائل العاطفية بصورة مباشرة وقوية، وكان على رأس قائمة هؤلاء الفنانين فاسيلي كاندينسكي و كازيمير ماليفيتش الروسيان و پيت موندريان الهولندي، وهم الذين يمثلون الجيل الأول من أجيال الفن التجريدى.