إلياس الأيوبى مؤرخ فلسطيني عثماني، رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، 29 يوليو لعام 1927، وقد عاش معظم حياته في الخديوية المصرية.
ولد إلياس الأيوبى في عكا بفلسطين ونشأ بها، ثم غادرها إلى مصر وأكمل تعليمه فيها. وتولى رئاسة دائرة الترجمة في مجلس النواب المصري، واهتم بالتاريخ وكتب عدة مؤلفات كبيرة عن تاريخ مصر.
يعد كتاب إلياس الأيوبي "تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل" بمثابة سيرة الذاتية للفترة الخديوية فى مصر، وللخديوي والإنجازات التي حققها على مُخْتلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ففى هذا الكتاب تناول البعثات التي أُرسلت في عهده؛ والتي أسفرت بدورها عن نهضة علمية شاملة، وسمت مصر بطابع المدنية الحديثة، كما استطاع من خلال سياسته الرشيدة أن يمد جسورا فكرية بين المصريين والغربيين؛ فجعل من مصر إمبراطورية عظمى تجمع بين الأصالة والمعاصرة وبين عظمة الشرق في مجده التليد، وبين الفكر الغربي القائم على دعائم النهضة الحديثة.
كتاب تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل
ومما قاله إلياس الأيوبى فى الكتاب: وإذا بنا كلما زادنا تعرفا بعمل (إسماعيل) المتنوع، وإدراكا لنتائجه الاجتماعية في القطر، زاد إعجابنا به وعلا قدره في نفسنا، وما فرغنا من البحث والتنقيب، والمطالعة والدرس، إلا وقد رسخ فينا الاعتقاد الثابت بأن (إسماعيل) كان رجلا عظيما ومصريا صميما، وأنه عمل لمصلحة مصر ورقيها وتقدمها ما لم يعمله عاهل تولى عرشها منذ قرون؛ وأنه ــ وإن لم يخلُ من نقائص: فكثر عليه، لذلك، عدد الطاعنين ــ قد كان أميرا شرقيا، جديرا بأن يوضع في مصاف عظماء الشرق، وجديرا بأن يقرن اسمه، بعد مماته، بصفات التمجيد والتبجيل التي كان يقرن بها وهو مستو على عرشه الساطع سنى.
يشار إلى أن الأيوبى ألف عدة مؤلفات تاريخية منها: كتاب "تاريخ مصر في عهد الخديوي إسماعيل باشا من سنة 1863 وحتى 1879 وطبع بدار الكتب المصرية سنة 1932، في مجلدين كبيرين، وكتاب "قطف الأزهار في أهم حوادث الأمصار"، طُبع منه الجزء الأول بالإسكندرية، وتوفي إلياس الأيوبي بمصر سنة 1927.