تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الهولندى العالمى فان جوخ الذى غادر دنيانا فى 29 يوليو من عام 1890، بعد رحلة عامرة بالكفاح ضد المرض واللوحات التى زاد إنتاجها باقتراب الوفاة، واليوم نتوقف مع لوحة "آكلو البطاطا" وهى واحدة من أشهر لوحاته إذ تحمل فى طياتها أسلوب فان جوخ الذى يجنح ناحية المهارة فى التشخيص مع ملامح خشنة وعظام بارزة لفلاحين يأكلون البطاطا فى دليل على الفقر المدقع، فالبطاطا "البطاطس" محصول رخيص الثمن يأكله الفقراء فى العادة.
بدأ فان جوخ اللوحة التى وجدت مكانها فى متحف أمستردام والتى يعتبرها الكثير من النقاد اللوحة الأهم لفان جوخ بل واللوحة الأهم على الإطلاق، فمع نهاية شهر مارس وبداية إبريل في عام 1885 بدأ فان جوخ برسم الخطوط الأولى للوحة ليرسلها إلى أخيه ثيو في باريس الذي لم تعجبه اللوحة كباقي اللوحات التي أرسلها لها، وبدأ فان جوخ برسم وتلوين اللوحة من 13 إبريل لينهي أغلبها مع بداية مايو باستثناء تغييرات بسيطة قام بها بفرشاة صغيرة في وقت لاحق من نفس العام.
قال فان جوخ عن اللوحة: إنه أراد تصوير الفلاحين كما هم فاختار ألوان خشنة عن قصد، معتقد بأنه بذلك سيحصل على لوحة أكثر طبيعية "كما ترون، فقد أردت وبشدة تخليد تلك اللحظة، لحظة هؤلاء الناس وهم يأكلون البطاطس على ضوء مصابيحهم الصغيرة بأيديهم الخشنة التي يزرعون الأرض بها مطمئنين لأنهم حصلوا على طعامهم بأمانة إن هذة اللوحة تخلد نمط عيش مختلف كليا عن النمط الحضاري. لذلك فأنا لا أريد أي أحد أن يعجب باللوحة بدون أن يعرف لماذا قمت برسمها".
كتب فان جوخ إلى أخته ويليمينا بعد عامين في باريس، أنه يعتبر أن لوحة آكلوا البطاطا هي أنجح لوحة رسمها قائلا:"عندما أتذكر أعمالي لا أجد لوحة قمت برسمها أنجح من لوحة أكلوا البطاطا التي قمت برسمها في نوينين".
لكن صديقه أنتون فان ربارد انتقد اللوحة بعد رسمها مباشرة، ليكتب إليه قائلا كما جاء فى خطاباته: "ليس لديك الحق في نقد أعمالي بتلك الطريقة"، وفي رسالة أخرى: "في كل محاولاتي السابقة كنت أحاول القيام بما أريد به لأتعلم كيفية القيام به".
جدير بالذكر أن فان جوخ بصياغة طباعة حجرية للوحة قبل الشروع في رسمها وتلوينها وقد أنجز الطباعة الحجرية من الذاكرة في يوم واحد.