صدر حديثًا عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت، كتاب بعنوان "جدة وعبقرية المكان" للكاتب والباحث محمد أنور مسلم نويلاتي.
ويبرز محمد أنور مسلم نويلاتي فى كتاب "جدة وعبقرية المكان" مكانة جدة وعمقها الثقافي والروحاني من خلال عرض تاريخها الممتد عبر قرون، ويضمَّ الكتاب وثائق وصور وخرائط تُنشر لأول مرة، كما نقض المؤلف أساطير شائعة في تاريخ المدينة.
يبدأ كتاب "جدة وعبقرية المكان" بتقديم بعد منهجى لما كتب عن تاريخ جدة الإنسانى والثقافى قبل أن يقدم نسق عبقرية المكان لفهم الأبعاد المختلفة لشخصية جدة من خلال تفنيد عناصر هذا النسق وفهم العلاقة التفاعلية بين الموقع والموضع.
وينتمى كتاب "جدة وعبقرية المكان" إلى تيار معرفى يسعى إلى إيضاح مكانة جدة وعمقها الثقافي والروحانى من خلال العمل على سد الفراغ المعرفى عنها بتحليل الدراسات والمعلومات المتاحة لنا عن تاريخها الثقافى والروحانى والاجتماعى باستخدام المدراس الفكرية الحديثة التى تتيح الربط بين العلمى والاجتماعى، كذلك ربط الجغرافيا الشاملة بالتاريخ، حيث إنهما صنوان من أصل واحد يكمل أحدهما الآخر ويتماهى معه، ويوظف الكتاب مناهج العلوم المختلفة فى البحث ويتوج ذلك بالاستشهاد بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية والشعر والزجل الشعبى وآراء الفلاسفة.
كما يقدم الكتاب بعد ذلك دراسة متعمة لثلاثة مراحل تاريخية شهدتها جدة، وأظهرت عبقرية المكان، الورقة الأولى حول عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية، ومناقشة ما تم التوصل إليه في علوم الحفريات وجهود الأثريين، أما الورقة الثانية، فتتناول الأحداث الدامية فى منتصف القرن التاسع عشر وتحليل أسبابها العميقة وانتصاره جدة على القوة الاستعمارية، أما الورقة الثالثة، فتتناول الحياة الثقافية والروحانية فى القرن التاسع عشر التى كرست اعتبار جدة موطن التسامح الإسلامى.