عالم هاروكى موراكامي.. من أين تبدأ الحكاية؟

تدمج الكتابة البسيطة المخادعة للكاتب الياباني الشهير الخيال والواقع في حكايات عن كل شيء، بدءًا من القطط المفقودة وحتى التاريخ البائس وأفلام الإثارة الخيالية والتأملات حول الحب. بدأ الروائي الأكثر مبيعًا في اليابان هاروكي موراكامي الكتابة في سن الثلاثين وسبب ضجة كبيرة في الأدب في عام 1987 عندما نُشرت روايته الخامسة "الغابة النرويجية" إذ أكسبه مزيج السرد الواقعي قاعدة جماهيرية وغالبًا ما يطرح اسمه كمنافس على جائزة نوبل في الأدب. نقطة الدخول يمكن تقسيم روايات موراكامي إلى فئتين: الفانتازية والواقعية على الرغم من أن العديد منها يقع في مكان ما بينهما والبداية مع Norwegian Wood أو الغابة النرويجية التى صدرت في عام 1987 والتى تتناول ذكريات بسيطة مخادعة عن حب الشباب فعند الهبوط على مدرج ألماني يسمع الراوي تورو واتانابي أغنية البيتلز وينتقل إلى أيام دراسته الجامعية وشؤون الحب المضطربة مع امرأتين مختلفتين ويمكن اعتبار الغابة النرويجية هي رواية موراكامي الأكثر سهولة والكتاب الذي حول المؤلف إلى نجم أدبي في اليابان. وقائع طائر الريح The Wind-Up Bird Chronicle أو "وقائع طائر الريح" هى ذروة موراكامي وفقا للجارديان البريطانية إذ تضم العديد من الأشياء التي اشتهر بها المؤلف "النساء الغامضات! القطط المختفية! الجنس عبر الهاتف! السباجيتي" وتدور حول رجل عاطل عن العمل في الثلاثين من عمره ، يبحث عن قطته المفقودة وزوجته المفقودة قبل أن ينخرط في مطاردة جامحة لأحداث غريبة على نحو متزايد وهو يعلن أن "أفضل طريقة للتفكير في الواقع هي الابتعاد عنه قدر الإمكان". تتحول The Wind-Up Bird Chronicle بعد ذلك إلى حكاية تستلهم عن التاريخ الياباني، وألغاز غريبة ومضحكة للغاية إنه موراكامي في أشد حالاته الخداعة. مواركامى فى الأفلام اتخذ فيلم الإثارة الكوري الجنوبي Burning قصة موراكامي Barn Burning كأساس حكائى للفيلم بينما فاز ريوسوكي هاماجوتشي مؤخرًا بجائزة الأوسكار عن تكيفه مع Drive My Car ويمكن العثور على بعض من أفضل حكايات موراكامي في قصصه ومنها Sleep ، التى نشرت في New Yorker في عام 1992 وأدرجت في مجموعة القصص القصيرة The Elephant Vanishes وهي المرة الأولى التي يكتب فيها موراكامي من منظور امرأة وكانت النتيجة مذهلة إذ تقدم القصة دراسة شخصية لزوجة مخلصة تعاني من الأرق ويزال موراكامي يتلقى بشكل متكرر انتقادات لكيفية كتابته لشخصيات أنثوية ، لكنها قصة رائعة تستخدم الليل لإثارة عدم الارتياح عند امرأة في مجتمع أبوي.