تمر اليوم ذكرى خروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على رأس جيش نحو قبيلة قضاعة التى كانت تنزل شمال قبائل أسد وغطفان، فى حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية (بيزنطة)، والمشرفة على سوق "دُومة الجندل" الشهير، وذلك في 31 يوليو عام 626م، حيث تحركت القوات الإسلامية بقيادة رسول الله محمد نحو قبيلة قضاعة التي كانت تنزل شمال قبائل أسد وغطفان، في حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية (بيزنطة)، والمشرفة على سوق (دُومة الجندل) الشهير.
تقع دُومة على بُعد 600 كيلو متر شمال المدينة النبوية. وذكر الحموي في معجم البلدان أنها سُميت بذلك نسبة إلى حصن بناه دوماء بن إسماعيل. أما الجندل: فهي الحجارة، ومفرده: جندلة. وعلى هذا يكون معنى اسم المنطقة: «الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة». وكان يُضرب المثل بمناعة حصن دومة وشدته.
وبحسب كتاب "الرحيق المختوم" تأليف صفي الرحمن المباركفوري، عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، وقد ساد المنطقة الأمن والسلام، واطمأنت دولته، فتفرغ للتوجه إلى أقصي حدود العرب حتى تصير السيطرة للمسلمين على الموقف، ويعترف بذلك الموالون والمعادون.
مكث بعد بدر الصغري في المدينة ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل ـ قريباً من الشام ـ تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها وأنها قد حشدت جمعاً كبيرا تريد أن تهاجم المدينة، فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سِبَاع ابن عُرْفُطَة الغفاري، وخرج في ألف من المسلمين لخمس ليال بقين من ربيع الأول سنة 5هـ، وأخذ رجلاً من بني عُذْرَة دليلاً للطريق يقال له: مذكور.
خرج يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ما شيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب.
ويذكر كتاب "المغازي" للواقدي، مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر الصغرى ستة أشهر، ثم جاءت إليه الأخبار بأن القبائل حول دومة الجندل تقطع الطريق هناك، وتنهب ما يمر بها، وكانت تلك القبائل في حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية البيزنطية، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم أنها قد حشدت جمعًا كبيرًا تريد أن تهاجم المدينة.
فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وخرج في حشد غفير من أصحابه، وأخذ رجلًا من بني عذرة دليلًا للطريق يقال له مذكور.
خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم يسير الليل ويكمن النهار، حتى يفاجيء أعداءه، فهجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب ما أصاب، وهرب من هرب.
وأما أهل دومة الجندل ففروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحدًا، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم أياما، وبث السرايا وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحدًا، ثم رجع إلى المدينة، وعاهد في تلك الغزوة عيينة بن حصن على الأمان، وكان عيينة رجل له هيبة ونفوذ وحين يغضب فإن بإمرته عشرة آلاف مقاتل، ولكنه أسلم وارتد لاحقا.