تمر اليوم الذكرى الـ 134 على ميلاد الأديب الكبير إبراهيم المازنى، إذ ولد في 1 أغسطس عام 1889، وهو شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكانًا بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان.
وكان الأديب الكبير أحد المؤثرين في الأدب العربي المعاصر، ويكفى القول إنه أحد المؤثرين في أدب الأديب العالمى نجيب محفوظ صاحب جائزة نوبل في الآداب لعام 1988، وقال "محفوظ" عن المازنى: "كنت فى ذلك الوقت من قراء المازنى المدمنين" وذلك بحسب ما ذكره الكاتب رجاء النقاش بمقاله بجريدة الأهرام، وقال المازنى لنجيب محفوظ بعد روايته بداية ونهاية: "إن الجانب الواقعى فى أدبك سوف يجر عليك متاعب كثيرة ".
ويحكى أن إبراهيم المازنى نصح الأديب العالمى نجيب محفوظ حين كان في مقتبل حياته الأدبية، بان بأن يكون حذرا فيما يكتب حتى لا يتعرض لمصائب، إلا أن نجيب محفوظ عاد بعد ذلك وقال في إحدى حواراته: "مع خالص تقديري للاستاذ المازني ونصيحته، إلا أنني أقرر أنني لم ألتزم بنصيحته، وظللت مخلصا لإبداعي ولطريقي الذي شعرت بأنه سيؤدي بي إلى ما أريد".
وبحسب تصريحات سابقة للناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة، هناك مفكرون مصريون اتصل بهم "محفوظ" ونهل من أفكارهم مثل سلامة موسى"، وهناك أيضا عدد كبير من الكتاب الذين قراء لهم وتأثر بكتابتهم ينتمون إلى ثقافات مختلفة، وأزمنة متعددة.
وأضاف أستاذ الأدب العربى من الروائيين الغربيين مثلا اهتم "محفوظ" كثيرا، بكتابات، "توماس مان"،"وديستوفيسكى"، مارسيل بروست، بلزاك، ولكن هناك كتّابا كثيرين ينتمون إلى ثقافتنا، كان لهم حضور كبير فى تجربة نجيب محفوظ، ومن هولاء طه حسين، يحيى حقى، المازنى، ومن التراث الفارسى كان هناك "الشيرازى" إضافة إلى كتابات الكثيرين من الكتاب المتصوفة، مثل "ابن عربى" و"الحلاج".
وبحسب الكاتب الكبير أحمد فضل شبلول، فأن نجيب محفوظ كان دائم الذكر في حوارته لهذا الجيل من الأساتذة والرواد، فيقول لأحمد عباس صالح (صباح الخير 1956): كنت أقرأ لطه حسين والمازني والعقاد، ثم توفيق الحكيم وسلامة موسى، ولكنه لا ينسى فضل المنفلوطي فيقول لفؤاد دوارة (الكاتب 1963) ما أدراك ما المنفلوطي وأثره الخطير في تهذيب النفوس. وبعد ذلك تأتي مرحلة اليقظة على أيدي طه حسين، والعقاد، وسلامة موسى، والمازني، وهيكل، وبعد فترة أسهم فيها تيمور، وتوفيق الحكيم، ويحيى حقي.