أجمع عدد من الشخصيات العامة والمسئولين على أهمية منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى تحسين صورة مصر خارجيا عبر أدوات ووسائل مختلفة، وعدم إغفال دور الجاليات المصرية كأحد الآليات التى من الممكن الاعتماد عليها فى الفترة المقبلة للتصدى لحملات التشويه التى تشن ضد مصر خارجيا.
رسائل وتوصيات طرحها عدد من المسئولين والشخصيات العامة بمؤتمر " صحيح صورة مصر خارجيا" بالمجلس الأعلى للثقافة والتى تبنتها المنظمة العربية للحوار للتعاون للدولى" برئاسة حنان يوسف، رئيس المنظمة، ويرجع ذلك بعد تزايد الحملات ضد مصر، وفشل مؤسسات الدولة فى خوض المعركة وحدها وكان آخرها أزمة ريجيى، والتى استغلها الإعلام الغربى فى التحريض ضد مصر دوليا.
وبدوره أكد عمرو الكحكى، مدير قناة النهار، إن الوصول للغرب لا يتم إلإ بمخاطبة الحكومات والشعوب الأوروبية عبر قناة مختصة بالشأن المصرى والغربى، ونقلها للخارج بلغاتهم وأفكارهم، لافتا إلى أن بوادر نجاح الحملة لتصحيح المسار تكمن فى طرح النماذج الإيجايبة فى المجتمع المصرى والتى لها صلة بالخارج، وإبراز دور وجهود العلماء المصريين لهذه المجتمعات الذين يعملون بالخارج لخدمة البلدان الأوروبية.
وأضاف "الكحكى " خلال كلمته بمؤتمر " تصحيح صورة مصر خارجيا" أن جذب أنظار الخارج تتمثل فى خلق القصص والفعاليات الإيجابية ودعوة الأجانب لها عبر خطة إعلامية قوية، مشيرا إلى أن القنوات المصرية المحلية لا تستطيع أن تقوم بهذا الدور لاقتصارها على الجمهور الإقليمى.
ومن جانبه قال السفير محمد عرابى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن الصوت غير الرسمى أكثر نفاذا وقبولا لدى الحكومات الغربية، فى التلويح بقضايا مصر الهامة ، تتمثل فى الدبلوماسية الشعبية والبرلمانية واللذان يعتبران مظلة ايجابية فى هذا الصدد ، وكان لها نجاحا كبيرا فى بعض المواقف التى مرت بها مصر، مشيرا إلى أن مجلس النواب لابد أن يكون له دورا فى التحركات بالخارج، ووضع بعض البرامج والاطروحات عبر اللجان المتخصصة بالمجلس، للاستعداد لتدشين هذه المبادرات الدولية من البرلمان المصرى للخارج.
فيما رأت الدكتورة منى الحديدى، آن تصحيح صورة مصر الخارجية يأتى على لسان الأخرين، وذلك من خلال الإهتمام بإختراق الإعلام وأدوات الإتصال الأجنبية، بالمشاركة فى المعارض والمهرجانات الدولية، بدعوات من القطاع الخاص والإعتماد على الجهات الأهلية والمجتمعية وليست الحكومية فقط، موضحة أن تحديد الاولويات سيساهم فى انتشار الحملة، والذى يتم بواسطة اختيار دوائر الأهتمام فى تحديد الدول المستهدفة سواء كانت دول أجنبية او إفريقية أو الدول الخليجية.
بينما أكدت الدكتورة حنان يوسف، رئيس المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولى، أن الصورة السلبية لمصر فى الخارج تكونت فى اطارين وهما التحريض والتشويه المتعمد، وسوء الإدارة فى التعامل مع الأزمة، معتبرة أن الإستمرار فى رسم صورة غير واقعية عن مصر والتحريض من مؤسسات ضخمة ممولة فى الخارج هى بمثابة قضية أمن قومى يجب التصدى لها بواسطة الحلول الدبلوماسية وارسال الوفود الشبابية للسعى لتغيير الصورة الذهنية السلبية عن مصر.
من ناحيته، قال الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن مؤسسة الأزهر الشريف تبادر بانضمام إلى الحملة لتصحيح المسار وتحسين صورة مصر خارجيا فى عدة محاور أبرزها، السعى لإعداد مبعوث الأزهر وتأهيلهم تمهيدا لارسالهم فى أكثر من 70 دولة حول العالم لتحقيق الأهداف المرجوة، لافتا إلى ضرورة التركيز على الطلاب الوافدين الذين يدرسون بالأزهر، ويصل عددهم سنويا 40 الف طالب يمثلون 140 دولة حول العالم، والسعى لتوثيق العلاقات معهم حتى يكونوا سفراء للأزهر الشريف بعد انهاء دراستهم فى بلدانهم.
ومن جانبه قال المستشار عدلى حسين، رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية، إن منظمات الأهلية غير الرسمية سواء كانت داخل مصر أو خارجها يمكن من خلالها مساندة مصر قى قضاياها باستخدام الوسائل المتاحة بتصدير صورة ذهنية صحيحة لمصر، وذلك بعقد الأنشطة والفعاليات المختلفة داخل مصر وخارجها، مؤكدا أن التعامل مع المنظمات الأهلية أفضل من الحكومى فى الخارج، والذى يحظى بقبولا عاليا.
وأكدت أمل الصبان ، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن صورة مصر على مدار السنوات الماضية كانت متميزة فى عيون الإعلام الغربى خاصة بعد ثورة 25 يناير، ولكن تغيرت هذه الصورة بعد ثورة 30 يونيو بشكل سلبى فيما يحدث داخل مصر، مشيرة إلى ضرورة وضع استراتيجية واضحة نتيجة لما قام به الإعلام الخارجى، وتطبيقها على أرض الواقع فى الأمور الهامة.