كتاب التاريخ والنظرية.. "توازن القوى": مصطلح "سيء السمعة

"على الرغم من عيوبها، فإن فكرة توازن القوى تعد إحدى أهم الأفكار فى التاريخ، فقد اعتقد الدارسون للعلاقات الدولية - لقرون طويلة- أن هذا المفهوم هو مفتاح فهم الأنماط المتكررة لسلوك الدول فى الأوضاع التى تتسم بالفوضى الدولية" هكذا يحدد "مايكل شيهان" موقفه من دراسة موضوع "توازن القوى" فى كتابه الصادر عن مركز المحروسة للنشر والتوزيع والذى جاء بعنوان كتاب "توازن القوى التاريخ والنظرية" تأليف "مايكل شيهان"، ترجمه أحمد مصطفى.

ويرى الكتاب أن مصطلح "توازن القوى" هو ما استرشد به رجال السياسة، ووجدوا فيه منهجًا لتأمين استقلال بلادهم بصورة دائمة.

والكتاب يتكون من 9 فصول، وأكد الكاتب أن مبدأ توازن القوى كان أحد المبادئ الأساسية فى كل من دراسة وتطبيق السياسة الدولية على مدار ثلاثة قرون، فقد وجه الحكومات فى تصريف سياستها الخارجية وقدم الهيكل اللازم لتقديم تفسيرات لبعض الأنماط المتكررة من العلاقات الدولية، وبالنسبة لكثير من المحللين فإن هذا المبدأ هو أقرب من أى فكرة أخرى لأن يكون المبدأ الموجه للسياسة الدولية، ولقد كان هذا المبدأ دائمًا مثارًا للجدل من حيث مدى قوته وقدرته على تفسير طريقة عمل النظام الدولى، وفيما يتعلق بحكمته وتمسكه بالفضائل الأخلاقية كاستراتيجية للسياسة الخارجية، ولقد كان هذا المفهوم هو مفهوم يشوبه الغموض والالتباس، وحقيقة أنه قد أظهر مثل هذه الاستمرارية والمرونة تظهر أنه قد حقق غرضًا مهمًا فى التفكير حول العلاقات الدولية.

ويحاول الكتاب أن يعطى تفسيرًا للتعقيد الذى يتسم به مبدأ التوازن وممارسته عبر التاريخ، ويسعى أيضًا إلى إعطاءٍ القارئ مقدمة للكتابات الأدبية التى دارت حول هذا الموضوع، وكما أنه يحاول تفسير لغز هذا الانبهار الثابت والباقى بصورة توازن القوى، ويحاول أيضًا تقديم القارئ إلى الجدل الذى يحيط به، وبالنسبة إلى موضوع تم تحليله أو مناقشته كثيرًا جدًا خلال القرون الثلاثة الماضية فإن فكرة توازن القوى تبدو غامضة بشكل مثير للدهشة، حيث أنها فكرة تم إعطائها العديد من المعانى المختلفة، وهذا يؤدى إلى خلق صعوبات عند محاولة حصر أو قصر هذا المفهوم على مضمونه، وهو إعطاء تفسير واضح لما تعنيه ولما لا تعنيه عبارة " توازن القوى".

ونتيجة لذلك العدد الذى لا يحصى من المعانى وبسبب تاريخها الطويل، فإنه من السهل فقدان المنظور عند التعامل مع فكرة ميزان القوى؛ وإن نصنع تمامًا من قبل مظاهرها المعقدة.

وينصب تركيز الكتاب على تطور المفهوم والطرق المتنوعة التى تم فهمه واستخدامه بها، ولقد تم استخدامه دائمًا من أجل غرض ما وتحديد بعض الملامح دون الأخرى، ولذلك فإن المناداة بها كطريقة لفهم العالم سوف تخدم دائمًا غرضًا سياسيًا معينًا.

ويقوم الكتاب بفحص المعانى المتنوعة التى أعطيت لتوازن القوى على مدار هذه القرون ويتتبع التطور التاريخى لهذه النظرية والممارسة عبر أشكال أكثر تعقيدًا بدرجة مضطربة، كما أنه يقوم أيضًا بوصف مبدأ التوازن بشكل تطبيقى عملى كضوء إرشادى وموجه للسياسات الخارجية، وكتفسير تركيبى للكيفية التى يعمل بها النظام العالمى.

ويقوم الجزء الأساسى من الكتاب بفحص كيفية عمل توازنات القوى القديمة التى كانت سائدة خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وذلك قبل المضى قدمًا لتتبع مسار تطوره خلال القرن العشرين، وخاصة فى متغير " الردع " الجديد الذى نشأ نتيجة اختراع القوى العظمى للأسلحة الذرية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;