تعرف على أسرار وفاة محمد على باشا "والد مصر الحديثة" فى الذكرى الـ 167 لرحيله

اليوم تحل الذكرى الــ 167 على رحيل محمد على باشا، الذى يرى عدد كبير من المؤرخين، أن محمد على باشا هو "والد مصر الحديثة"، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذى استطاع تجريد الباب العالى من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ الفتح العثمانى لمصر عام 1517، وعلى الرغم من أنه فشل فى تحقيق الانفصال التام لمصر عن الدولة العثمانية، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التى تبلورت بعد وفاته، فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوى يدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميا سمح بحصول حراك اجتماعى فى المجتمع المصرى، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. ولكن رغم هذا التاريخ إلا أن الكثير لا يعلم سبب وفاته، أو ما أدى إلى تدهور صحته التى أودت بحياته وترجع بداية القصة عندما انسحاب الجنود المصرية من بلاد الشام وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع الدولة العثمانية بدعم دولى كبير، وبعدما تبين أن فرنسا ليست مستعدة لخوض حرب فى سبيل مصر أو وإليها، أصيب محمد على باشا بحالة من جنون الارتياب، وأصبح مشوش التفكير، ويعانى ضعف الذاكرة.

وما زاد أيضا حالة محمد على باشا سوءًا عندما أصيب أبنه إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دمًا عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد على وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج، على الرغم من أنه أدرك فى قرارة نفسه أن ولده فى عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله للسلطان عندما زار الآستانة فى سنة 1846، حيث قال "ولدى عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟"، بعد ذلك عاد محمد على إلى مصر وبقى واليًا عليها حتى اشتدت عليه الشيخوخة، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة.

وقد نوه نوبار باشا أول رئيس وزراء فى مصر، على ذلك قائلا : أواخر عام 1847 سافر إبراهيم باشا إلى إيطاليا، وهناك كان دائم السؤال عن أخبار والده الذى كان يعانى هو الآخر من تدهور فى صحته، وبعد عودة إبراهيم من إيطاليا أصيب أبوه الوالى الكبير محمد على باضطراب عقلى، وأصبح يخفى عجزه عن تجميع أفكاره عن طريق التزام الصمت لفترات طويلة، غير أنه يظل يحتفظ بمظهرة السامى ويتخذ جلسته المعهودة متربعا على أريكته فى قصره بشبرا، وحين سافر محمد على إلى نابولى ودخل الحجر الصحى عام 1848 قرر إبراهيم باشا السفر إلى تركيا كى يحصل على فرمان بتوليه الحكم بعدما حدث لأبيه.

وفى عام 1848 نشرت "الوقائع المصرية" فى العدد رقم 113 الصادر فى الخامس من جمادى الثانى أنه نظراً لمرض محمد على فقد تشكل مجلس فوق العادة تحت رئاسة إبراهيم باشا لتسيير دفة أعمال الحكومة، واجتمع الديوان فى 24 من شوال بحضور العلماء والمشايخ وأشراف البلد ومن لزم حضوره من الذوات بديوان الغورى حيث قرئ على رؤوس الأشهاد الفرمان القاضى بتعيين إبراهيم باشا والياً على مصر فى أبريل عام 1847 وصدر فرمان التقليد من الباب العالى بذلك.

وظل إبراهيم باشا يحكم مصر طيلة 6 أشهر فقط، حتى تمكن منه المرض وتوفى فى 10 نوفمبر 1848، فخلفه ابن أخيه عباس حلمى، وفى هذا الوقت كان محمد على باشا يعانى من ضعف فى قواه العقلية وضعف ذاكرته، حتى أنه لم يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، وبعد شهور قليله من وفاة ابنه إبراهيم، توفى فى قصر رأس التين بالإسكندرية 2 أغسطس سنة 1849م، ونقل جثمانه إلى القاهرة ودفن فى الجامع الذى كان قد بناه قبل زمن فى قلعة المدينة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;