مؤرخون: تأميم "قناة السويس" ساعد فى تطوير الفكر الثقافى فى مصر

بدأت فعاليات احتفالية مرور 60 عاما على تأميم قناة السويس، بالمجلس الأعلى للثقافة، بدار الأوبرا المصرية لليوم الثانى، منذ قليل، بحضور كل من المهندس يحيى صدر والدكتور جمال شقرة والدكتورة إيمان عامر والدكتور مسعد عويس. قال المهندس يحيى الصدر، إن والده كان من ضمن المرشدين الذين كانوا يعملوا فى شركة قناة السويس عام 1944، وتحدث عن مسيرة والده الهامة فى قناة السويس. واستعرض "الصدر" بعض من الصور النادرة عن شكل مدن محافظة السويس، لافتا إلى أن قرار تأميم قناة السويس كان مفاجأة للشعب المصرى آنذاك، وتسببت فى تغيير الظروف واستطاعنا بعد ذلك تكوين صفقات جديدة. وتابع "الصدر"، ونتذكر وقتها تواجد عدد من الجاليات الأجنبية فى محافظة السويس وكانت تضم الفرنسيين والايطاليين واليونانيين بمختلف ديانتهم، وعلى الرغم من اختلاف الأجناس والديانات إلا أن كانت هناك علاقات قوية بينهم، مشيرا إلى أنه علينا تذكر الماضى ونتعجب من الوقت الحاضر الذى يحدث فيه قتل لاختلاف ديانتنا. كما أوضح "الصدر"، أن المراكب التى كانت تمر بميناء قناة السويس كانت يتواجد عليها علم كل دولة مما ساعدنا على تعلم جغرافيا العالم عملياً. ومن جانبها قالت إيمان عامر أستاذ التاريخ فى جامعة عين شمس، إن دراساتها توضح تأثرات قناة السويس على المسرح منذ ثورة يوليو وما حدث قبل وبعد التأميم. وتابعت "إيمان"، أن تأميم قناة السويس أحدث كثير من المتغيرات الثقافية والتى منها تحرك الفكر الوطنى ذات الثقافة المصرية التى أثرت بعد ذلك فى جميع بلدان العالم، حيث أن المسرح اهتم بالأحداث الاجتماعية والقومية والاقتصادية. وأشارت "إيمان"، إلى أن المسرح لعب على المستوى دورا تعبويا وتحفيزيا من خلال نشر الوعى القومى والسياسى ومساندة القضايا الوطنية بشكل فنى تمثيلى يطرح قضايا ويعالج همومه الفكرية والسياسية ويتفاعل مع الأحداث، وقدمت مسرحية "دنشوى" الحمراء وكفاح شعب من أجل عرض بعض القضايا الوطنية وخاصة فى فترة العدوان الثلاثى.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور مسعد عوض، إنه يقدم خريطة شبابية لمصر فى قناة السويس، وكيف تم حفر القناة فى الماضى بجهود ودماء المصريين فى الماضى؟ حتى وصلنا إلى قناة السويس الجديدة التى يقدمها الشعب المصرى كهدية للعالم كله، موضحا أن مشروع قناة السويس الجديدة من أهم المشاريع الحيوية فى تاريخ مصر منطقة الشرق الأوسط عموما، مطالبا جميع المؤسسات بتنظيم معسكرات للشباب للتعرف أكثر على القناة وفرص العمل المتاحة للشباب. ومن جانبه، قال الدكتور جمال شقرة، إن هناك تفسير تاريخى لتفهم الدور الأمريكى فى أزمة قناة السويس والعدوان الثلاثى، وأثناء وأعقاب الحرب العالمية الثانية بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لتحل محل الإمبراطورية البريطانية فى زعامة الغرب، ومع انفجار حركات التحرر الوطنى ضد بريطانيا وفرنسا راهنت السياسة الأمريكية على الأنظمة الجديدة. وتابع " شقرة"، لعل هذا يفسر موقفها من ثورة الضباط الأحرار فى مصر، حيث أيدت الضباط ضد النظام الملكى الهرم وساعدتهم فى المفاوضات مع بريطانيا على أمل أن يتحول النظام الجديد إلى شرطى للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، ولكن سياسية عبد الناصر الوطنية ورفضه للتبعية دفعت الولايات المتحدة إلى التخطيط لضرب النظام الثورى الجديد لكن قبل سنة 1956 كانت تأمل فى أن تستقطبه، حتى بعد نجاحه فى عقد صفقة الأسلحة التشكيكية وبدأت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها على عبد الناصر، وتصاعد هذا الضغط برفض تمويل مشروع السد العالى وجاء رد عبد الناصر عنيفا وقويا حيث أعلن عن تأميم قناة السويس 26 يوليو 1956.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;