يعتقد الجميع أن نيوتن أول من عرف قانون الجاذبية الأرضية بقصة التفاحة، وكذلك يتعلم الطلاب فى المدارس، لكن الحقيقة أن العرب سبقوا فى ذلك كما ذكر الدكتور أحمد فؤاد باشا، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، فى حوار أجرته معه إحدى الصحف، حيث إن أبو محمد الهمذانى هو أول من تحدث فى الجاذبية الأرضية فى القرن الثانى الهجرى "الثامن الميلادى".
وفى كتاب "الجوهرتان العتيقتان"، الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية، والذى يضم أربعة فصول، واعتماد كتابه على المنهج التجريبي، الذى استوعب فيه الكاتب آراء السابقين ولم يأخذ منها إلا ما اتفق منها مع العقل والتجربة.
ويضم الكتاب فى مقدمته توثيقا لسيرة الهمدانى من مصادره، وجهود علماء أوروبا لتفسير ظاهرة الاحتراق مدرجا نظرية الهمداني، كما يذكر حول آراء العلماء العرب والاجانب فى تفسير ظاهرة الجاذبية من ارسطو حتى نيوتن وآخر فصل فيتحدث عن الهمدانى و ريادته العربية لعلم الأرض " يشمل الجيولوجيا والتعدين" من خلال كتاب «الجوهرتان العتيقتان».
وذكر الهمذانى فى كتابه ما يثبت اكتشافه للجاذبية الأرضية، فى سياق حديثه عن الأرض وما يرتبط بها من أركان ومياه وهواء، حيث قال " فمن كان تحتها (أى نصف الكرة الجنوبى) فهو فى الثبات فى قامته كمن فوقها، ومسقطه وقدمه على سطحها الأسفل كمسقطه إلى سطحها الأعلى، وكثبات قدميه عليه: فهى بمنزلة حجر المعناطيس الذى تجذب قواه الحديد إلى كل الجوانب، فأما من كان فوقها فإن قوته وقوة الأرض تجتمعان على جذبه ومادار به، فالأرض أغلَب عليه بالجذب لأن القهر من هذه الحجارة لا يرفع العلاة ولا سفلة الحداد".
ويضم كتاب الهمذانى دراسة تفصيلية للمعادن التى كانت سائدة فى عصره، وفحص خواصها الطبيعية والكيميائية، وبعض الطرق فى عالج عملية استخراج الذهب والفضة وتنقيتها من الشوائب، وشرح خطوات هذه العملية من بداية الحصول على الخام حتى يصب فى قوالب، ثم وضح كيفية استخدام الذهب والفضة فى صناعة الحلى، وترصيع التيجان، وتزيين صفحات القرآن الكريم، وغيرها.
ويشرح كتاب " الجوهرتان العتيقتان" طرق صناعة السبائك ومعالجة المعادن الأخرى غير الذهب والفضة، كمعالجة الحديد الخام والحصول على الفولاذ اللازم لصناعة الأسلحة، وأرفق الكاتب تفاصيل ومعلومات قيمة عن علاقة الكيمياء بالطب، وتأثير الأبخرة والغازات المنبعثة أثناء عملية الطبخ والتعدين على مختلف أجزاء الجسم، وأيضًا طرق الوقاية أو العلاج منها.