"محمود درويش"...في الذكرى الـ 8 لوفاته.. عاش عاشقاً و مناضلاً.. و سُمي بـ "شاعر القضية الفلسطينية"

"سجل أنا عربى" جملة من قصيدة "بطاقة هوية"، وهى من أهم القصائد التى كتبها الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش، وحفرت اسمه أكثر و أكثر فى عالم الشعر العربى، الذى تربع على عرشه الشاعر الراحل، و لم يعد ينافسه أحد، وأصبح العالم بأجمعه يعرف ذلك الشاعر العربى، الذى تهابه إسرائيل.

عاش "درويش" 67 عام، أثرى فيهم الأدب العربى، وفى يوم 9 أغسطس، منذ 8 سنوات، أظلمت قصائد الشِعر..وتراصت الأبيات برداءٍ من الحزن..وصمت الناس جميعاً في ذهول..وأعلنت فلسطين حداد ثلاثة أيام، وذلك بعد رحيل شاعر المقاومة والحُب "محمود درويش". بكينا كثيراً، فكما قال في قصائده "الموت هو أن ترى الموت"، وقد مات الدرويش، وبقيت روحه تُحيي كل ما كتبه من قصائد، وأبيات.

توفى "درويش" بعد أن أجرى عملية جراحية "قلب مفتوح"، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ودخوله في غيبوبة، الأمر الذي جعل الأطباء ينزعون ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻧﻌﺎﺵ ﺑﻨﺎﺀً ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﻴﺘﻪ، بعدها أعلنت فلسطين الحداد لمدة ثلاثة أيام، توديعا للشاعر الكبير، بعد أن تم دفنه في ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﺧﺼﺼﺖ ﻟﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻄﻌﺔ ﺃﺭﺽ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﺭﺍﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ . ﻭﺗﻢ ﺍﻹﻋﻼﻥ فيما ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﻤﺖ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ " ﻗﺼﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ."


ولد درويش عام ١٩٤١، بفلسطين، ويعد ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺍﺳﻤﻬﻢ ﺑﺸﻌﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻮﻃﻦ، بجانب الحب، و أطلق عليه اسم "شاعر القضية الفلسطينية".


ﻗﺎﻡ محمود درويش ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ، حيث كان ﻋﻀﻮا بالمجلس ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍلفلسطينية، وتم اعتقاله بسبب نشاطه السياسي المقاوم.


ويعبر الشاعر الراحل، عن وجعه كشاعر مهموم بقضيته الكبرى، في إحدى قصائده "ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺷﺎﻋﺮﺍً، ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺎ؟ ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺘﺎﺟﺎً ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ؟ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻣﻨﺘﺼﺮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﺌﻢ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ".

ومثل المقاومة، كان الحب عند "درويش"، أبدع فيه وخط قصائد العشق بدفء وحلم، فيقول في قصيدة "أجمل حب":

ﻣﻌﺎ ﻧﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺕ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺴﺎﺋﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻷﻱ ﻣﺼﻴﺮ
ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻨﺎ ؟
ﻭ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻤﻠﻢ ﺃﻗﺪﺍﻣﻨﺎ ؟
ﻓﺤﺴﺒﻲ، ﻭ ﺣﺴﺒﻚ ﺃﻧﺎ ﻧﺴﻴﺮ ...
ﻣﻌﺎ، ﻟﻸﺑﺪ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﺷﻌﺮ ﻗﺪﻳﻢ ؟
ﻭ ﻧﺴﺄﻝ ﻳﺎ ﺣﺒﻨﺎ ! ﻫﻞ ﺗﺪﻭﻡ ؟
ﺃﺣﺒﻚ ﺣﺐ ﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﻭﺍﺣﺔ ﻋﺸﺐ ﻭ ﻣﺎﺀ
ﻭ ﺣﺐ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ !
ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺻﺨﺮﺓ
ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻏﺮﻳﺒﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ
ﻭ ﻧﺒﻘﻰ ﺭﻓﻴﻘﻴﻦ ﺩﻭﻣﺎ





الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;