ينظم معهد الشارقة للتراث ملتقى الشارقة الدولى للراوى فى دورته السادسة عشرة من 26 إلى 28 سبتمبر المقبل واختار معهد الشارقة للتراث شخصية "جحا" لتكون شعار النسخة من ملتقى الراوي الذي ينظمه المعهد سنوياً بمشاركة رواة من مختلف البلدان العربية والأجنبية.
وجحا شخصية راوية من الطراز الرفيع والمميز تاريخياً٬ وهي حاضرة بصيغة أو بأخرى في مختلف حضارات وثقافات الشعوب٬ فغالبية الجماعات الاجتماعية في مختلف بلدان العالم٬ تمتلك في رصيدها السردي والفكاهي شخصية جحا٬ وصممت تلك الشخصية بما يتـلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية والثقافية فيها٬ وقد تختلف الأسماء أحياناً كثيرة٬ لكنها في الجوهر والمضمون واحدة تقريباً٬ حيث تبقى شخصية جحا الفكاهي والذكي البارع الذي يدعي الحماقة.
وقال سعادة عبد العزيز المسلم٬ رئيس معهد الشارقة للتراث٬ يشارك في النسخة السادسة عشرة لملتقى الشارقة الدولي للراوي عدة دول عربية وأجنبية٬ وستكون شخصية جحا شعار نسخة هذا العام التي تتضمن فعاليات وبرامج وأنشطة متنوعة٬ كلها تؤكد على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم٬ وعلى مدى الجديدة. الإيمان بقدراتهم وإمكانياتهم٬ وتعبر عن التقدير والوفاء لما قدموه للوطن وللأجيال .
وأشار المسلم٬ على سعي معهد الشارقة للتراث المستمر إلى تطوير هذه الفعالية التراثية في مختلف المجالات٬ خصوصاً أنها كما غيرها من الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية والتراثية تحظى بدعم لا محدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي٬ عضو المجلس الأعلى٬ حاكم الشارقة.
ولفت المسلم إلى أن جحا عبر التاريخ يتمظهر ويتجلى في مختلف بلدان وجنسيات العالم٬ فجميعنا يعرف جحا العربي٬ وجحا التركي٬ والإيراني٬ وهو هناك في بلغاريا أيضاً غابروفو المحبوب٬ وأرتين أرمينيا٬ صاحب اللسان السليط٬ وآرو يوغسلافيا المغفل٬ وغيرهم٬ ولكن بغض النظر هل جحا شخصية حقيقية هنا أو هناك٬ أم هو اختراع الشخصية٬ لا ينفي كونه راوياً من الطراز اللافت والمحبب الذي يلقى تقديراً من قبل مختلف الشعوب والثقافات والجماعات الاجتماعية٬ فهو الذي أضحك ويضحك الملايين من البشر في شتى أصقاع الأرض٬ بنوادره الطريفة التي تحمل الدهشة والنكتة والسخرية والقصة والسرد الملفت والجاذب.
وأكد المسلم أن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة٬ للرواة على الدوام هو دعم بلا حدود٬ على مختلف الأصعدة المادية والمعنوية٬ في ظل العمل الدؤوب على تحسين ظروف حياتهم وعملهم٬ والتأكيد على أهمية وضرورة استشارتهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وفقاً لتوجيهات سموه٬ نظراً لما يتميزون به من إمكانات وقدرات٬ تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموماً٬ فهم ركيزة أساسية في مجال التراث.
وقال المسلم : نحن في سبتمبر من كل عام نكون على موعد مع الرواة٬ كي ندق معاً هذه الكنوز والخبرات من الأوائل. ناقوس الخطر من فقدان ذاكرة الوطن ومعارفه وعاداته وتقاليده٬ وكي نتذكر حملة وقال المسلم٬ ستشهد دورة هذا العام توسعة وتنوع أكثر في الفعاليات٬ خصوصاً فعاليات شارع الحكايات٬ وسوف يتم نقلها إلى مواقع عديدة تشمل (قلب الشارقة٬ قناة القصباء٬ مجالس الضواحي).
كما سيشهد الملتقى فعاليات وبرامج متنوعة وغنية٬ في ظل تأكيد الملتقى على أهمية الإسهام في رعاية الرواة وإعادة الاعتبار لهم٬ وعلى مدى إيمانه بقدراتهم وإمكانياتهم٬ وتقديراً ووفاء لما قدموه للوطن وللأجيال الجديدة.
وأكد المسلم أن الملتقى وثيقة حب للوطن٬ وأن الراوي كنز المعرفة والتقاليد والأدب٬ وللراوي أهمية كبيرة في التراث الثقافي٬ باعتباره منبعاً لمادة التراث٬ ومحوراً رئيسياً في إبراز المأثورات الشعبية وتفنيدها ونشرها٬ والوطن ذاكرة ومعارف وتقاليد٬ وفي قلبه التراث بمختلف ألوانه وأشكاله وتجلياته٬ وهو جزء من الروح والذاكرة والهوية لا يمكن أن يستقيم واقعنا ومستقبلنا بمعزل عنه. مشيراً إلى أن الملتقى يسعى إلى لفت الأنظار لأهمية الموروث الشفاهي٬ وضرورة الاهتمام بحملته من الكنوز البشرية الحية٬ فالمخزون في الصدور أكبر بكثير مما جمع أو بحث أو درس٬ والمهمة في هذا الطريق تحتاج إلى المزيد من الجهد لتوثيق مجمل المادة الشعبية والإحاطة بفضاء التراث الثقافي.