تحل اليوم الذكرى الـ218 على تأسيس المجمع العلمى بقرار من نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية عام 1798، وكان مقره فى دار أحد بكوات المماليك فى القاهرة ثم نقل إلى الإسكندرية عام 1859، وأطلق عليه اسم المجمع العلمى المصرى ثم عاد للقاهرة عام 1880.
ويمثل المجمع العلمى المصرى أحد المؤسسات العلمية العريقة والذى مر على تأسيسه أكثر من مائتى عام، وضمت مكتبته حوالى 200 ألف كتاب، أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس باسم مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألمانى عن مصر وإثيوبيا يعود للعام 1842، وأطلس ليسوس ليس له نظير فى العالم وكان يمتلكه الأمير محمد على ولى العهد الأسبق، وأدخل مركز معلومات مجلس الوزراء، هذه المكتبة النادرة على الحاسب الآلى.
وبناء المجمع جاء بهدف العمل على التقدم العلمى، ونشر العلم والمعرفة، وبحث ودراسة الأحداث التاريخية ومرافقها الصناعية، وعواملها الطبيعية، فضلا عن إبداء الرأى حول استشارات قادة الحملة الفرنسية، ولكن الهدف الحقيقى هو دراسة تفصيلية لمصر وبحث كيفية استغلالها لصالح المحتل الفرنسى، ونتج عن هذه الدراسة كتاب "وصف مصر"، وتوقف المجمع عن العمل مؤقتا بعد مغادرة الحملة الفرنسية من مصر.
وكان حريق المجمع العلمى صدمة كبرى والتى بسببها خسرت مصر كنزاً ثقافياً يوثق التاريخ الحديث، سواء على المستوى المحلى والدولى، وتسبب الحريق فى إتلاف جميع محتويات المجمع، والتهام النيران لجميع الخرائط والوثائق النادرة، وكثير من المقتنيات الهامة منها مذكرات ليوناردو دافنشى، وموسوعة الدستور الفرنسى الأصلى المعد فى 1789 تتكون من 11 جزءا.
وأجريت لمبنى المجمع العلمى خلال عامى 2011 – 2012 ترميمات وتجهيزات بعد الحريق، بالإضافة لترميم الكتب والإهداءات التى تلقتها مصر، على 40 ألف كتاب منها 10 آلاف كتاب نادر، فى مقدمتها بديل موسوعة "وصف مصر" التى أهداها الشيخ سلطان القاسمى، حاكم إمارة الشارقة.