خمسون عاما من الرعب الشديد، عاشها الشعب الروسى، تحت حكم القيصر الشهير "إيفان الرابع"، والمعروف باسم "إيفان الرهيب"، فى الفترة بين عام 1533 إلى 1584 م، والذى كان مولعاً بالقتل و التعذيب بوحشية و سفك الدماء.
وعلى الرغم من بعض فترات الندم التى كان يعيشها القيصر الروسى، إلا أنه لم يتراجع عن سياسته المتوحشة، فكان له مجموعة من الجنود السرييّن الذين كانوا يبطشون بالناس دون سبب، وكان يستمتع بتعذيب النساء و إغتصابهن ثم قتلهن، وعندما يملّ من إحدى زوجاته اللائى وصل عددهن إلى 8، بالإضافة إلى محظياته الكثر، كان يقوم بتعذيبها و قتلها أو نفيها إلى مكان بعيد ونائي.
ولد القيصر إيفان الرابع عام 1530، وتم تتويجه وهو فى سن الثالثة، ولكنه اعتلى العرش وهو فى سن الـ16، وفى بداية حكمه كان مهتماً بشئون بلاده وتطويرها، ولكنه كان يحمل فى قلبه حقد و غضب تجاه الطبقة النبيلة بسبب قتلهم لأمه وهو صغيراً، فكان يتحين الفرصة للانتقام منهم، وعندما أصبح حاكماً عذبهم أشد تعذيب و قتلهم بأبشع أنواع الطرق، من ضرب حتى الموت، و إغراق و القيام بعمليات إبادة ومجازر جماعية، ويقال أن طريقته المفضلة فى التعذيب هى تهشيم أرجل الضحايا ثم إلقائهم فى الثلج.
أمر "إيفان الرهيب" بتشييد كاتدرائية فى موسكو، سميت باسم "كاتدرائية القديس باسيل"، تميزت بألوانها المبهجة والعديدة، والتى تعد الآن رمزاً عالمياً و شهيراً لمدينة موسكو، وبعد أن تم بناء المبنى الضخم، أمر القيصر بفقأ أعين المهندسين والمصممين الذين قاموا بتصميم الكاتدرائية، حتى لا يستطيعون بناء مثلها أو أفضل منها بعد ذلك .
كانت جرائم إيفان الرهيب لا تعد ولا تحصى، ولكن أكثرها وحشية وشهرة، كان قتل القيصر لابنه الأكبر وولى عهده، وذلك بعد مشادة حدثت بينهما عندما ضرب "إيفان" زوجة ابنه الحامل فى شهرها السابع و كان سبباً فى فقدها لجنينها، فثارت ثورة الابن على ابيه، مما جعل الأب يهوى بالضرب على رأس ابنه بآلة حادة، أدت إلى وفاته بعد أربعة أيام.
ندم قيصر روسيا على فعلته، وكان حينها فى أواخر أيامه و أصبح عجوزاً مريضاً، حيث أصيب بمرض غريب جعل جسمه يتورم دون سبب وتنبعث منه رائحة عفنة، وتوفى يوم 25 أغسطس عام 1584، أى مثل اليوم منذ 432 عام، لتنتهى فترة من أقتم الفترات التى عاشتها روسيا فى تاريخها.