المبانى ذات الطابع المميز، يهيمن عليها الجو التراثى وتحتفظ بتاريخيتها العريقة رغم الإهمال الذى يلحق بها، وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها فى النهاية لن تؤثر على المسئولين عنها، إذا حدث بها سوء، وهذا ما ظهر جلياً وواضحاً فى إحدى عمارات شارع السبتية الموجود فى منطقة رمسيس.
تلك العمارة يغلب عليها الطابع التراثى و العِمارة القديمة، فبنائها شُيّد على نظام الحوائط الحاملة، وتتميز واجهتها بأعمدتها البارزة، وبتماثيل السيدات المنحوتة فيها، وعلى الرغم من وجودها بين محلات الخردة، إلا أنها مازالت تستطيع لفت النظر إليها، فإن لم تلفت النظر لقدمها، تلفته لأعمال الهدم فيها، حيث أن العمارة على وشك السقوط والتلاشى بسبب ما يطمح إليه مالكها من أحلام عن ثراء منتظر، والذى سيكون نتيجة بناء برج جديد مكان تلك العمارة.
العمارة مشيدة منذ 137 عام، حيث أنها بنيت عام 1879، وحاول ملاكها القدامى الحفاظ عليها، عندما أُصدر قرار بإزالتها بسبب تهالكها، ولم يتم إزالتها بالفعل، وبمرور الوقت أثّر عليها زلزال عام 1992 وانهار نحو ربع البيت، وبعد فترة أخرى وقع الربع الخارجى من البيت، مما جعل من الخطر الجلوس فيها، فهجرها أصحابها وباعوها .
مركز بحوث الإسكان أصدر تقرير حالة بأن هذا العقار متهالك، وبه شروخ ولا يصلح للعيش فيه، ولكن هل لا يصلح لمحاولة ترميمه وصيانته ؟!، خاصةً بأن العقار مسجل ضمن مبانى الطراز المميز بالتنسيق الحضارى فى المحافظة، فلماذا تركته المحافظة للهدم، ولم تحافظ عليه بعد بيع المُلّاك للمبنى، وإن كان آيل للسقوط فهل فعلت كل ما بوسعها للحفاظ عليه؟، أم تركته كما تترك الكثير من المبانى لتصبح فى طيات الماضى لا يعرف عنها أحد؟، تساؤلات كثيرة لا نملك إجابات عليها، ولكن الواقع كفيل بذلك.