قدمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمى، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للناشرين، المؤسس والرئيس الفخرى لجمعية الناشرين الإماراتيين، يوم أمس الأول، عرضاً رئيسياً حول صناعة النشر ودورها فى تعزيز التواصل بين العالم العربى وأمريكا اللاتينية، خلال مشاركتها فى معرض ساو باولو الدولى للكتاب بالبرازيل، فى دورته 24 التى انطلقت فى 26 أغسطس الجارى وتتواصل حتى الرابع من سبتمبر المقبل.
وشهدت الشيخة بدور القاسمى الافتتاح الرسمى للمعرض برفقة سفير دولة الإمارات لدى البرازيل سعادة خالد خليفة المعلا، وأشادت بالتاريخ الطويل من التقارب الحضارى الذى يربط بين البرازيل وأمريكا اللاتينية من جهة، والعالم العربى من جهة أخرى، والذى يرجع إلى منتصف القرن الميلادى التاسع عشر، مشيرة إلى أن الأدب اللاتينى كان من أوائل المنتجات الثقافية التى وصلت إلى العالم العربى، ولاقى كثير من الكُتّاب والروائيين والشعراء اللاتينيين اهتماماً كبيراً من قبل القراء والمثقفين والناشرين العرب، والذين بادروا إلى ترجمة أعمالهم وتوزيعها فى مختلف الدول العربية.
وركزت خلال العرض الرئيسى الذى قدمته فى المعرض، أن صناعة النشر الإماراتية تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات الرائدة خلال السنوات الماضية، ما جعل من الإمارات منصة مثالية لالتقاء الناشرين من كافة أنحاء العالم وعقد الصفقات، وتناولت أهم الإنجازات التى حققتها جمعية الناشرين الإماراتيين منذ تأسيسها فى عام 2008، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت من ترسيخ مكانتها فى صناعة النشر كونها محطة جذب للناشرين والعاملين فى هذا القطاع الحيوى.
وقالت الشيخة بدور القاسمى: "تعد دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً استراتيجياً للمؤسسات التى تسعى للوصول إلى أسواق النشر الناشئة فى العالم العربى وقارتى أفريقيا وآسيا، حيث أسهمت بيئة الأعمال المناسبة و المرنة فى استقطاب وجذب الناشرين الدوليين، إضافة إلى المزايا الأخرى، بما فى ذلك قربها من أسواق النشر الناشئة، فضلاً عن استضافتها أكبر المعارض الدولية للكتاب، وتقديم منح الترجمة وحقوق البيع للناشرين الدوليين."
وأشارت الشيخة بدور القاسمى إلى العلاقات المتنامية بين دور النشر فى أمريكا اللاتينية والدول العربية، الأمر الذى تؤكده أحدث الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة. ووفقاً لهذه الأرقام، بلغ حجم العلاقات التجارية لدور النشر بين أمريكا اللاتينية والعالم العربى ما يقرب من مليون دولار أمريكى سنويًا، وتشكل صادرات الكتب من العالم العربى إلى أمريكا اللاتينية 94% من هذه التجارة، تستحوذ دولة الإمارات على نسبة تصل إلى نحو 83% من هذه الصادرات التى تبلغ قيمتها 861.650 دولار.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى للناشرين، المؤسس والرئيس الفخرى لجمعية الناشرين الإماراتيين: "يتضح من هذه الأرقام أن هناك مجالاً واسعاً لزيادة حجم واردات الكتب من أمريكا اللاتينية إلى العالم العربى، وبالمقابل زيادة صادرات الكتب من العالم العربى إلى أمريكا اللاتينية، خاصة أن البرازيل على سبيل المثال، تلتقى مع دولة الإمارات فى كونها مجتمعاً فتياً، حيث يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان فى البلدين، وهو ما يزيد من فرص نشر وترجمة الكتب الموجهة إلى هذه الفئة من اللغة العربية إلى البرتغالية وبالعكس.
وأعربت الشيخة بدور القاسمى خلال مشاركتها فى معرض ساو باولو الدولى للكتاب، عن أملها فى مواصلة العمل المشترك بما يخدم مصلحة صناعة وصُناع النشر فى العالم أجمع، ووجهت الدعوة للناشرين والمهتمين بصناعة النشر من البرازيل وأمريكا اللاتينية لزيارة معارض الكتب فى دولة الإمارات لتمكنهم من الاطلاع عن قرب على تطورات صناعة النشر فى دولة الإمارات والعالم العربى.
وقال لويس مينيزيس، مدير الشؤون الدولية فى غرفة البرازيل للكتاب، منح تواجد الشيخة بدور القاسمى ووفد إمارة الشارقة فى مدينة ساو باولو، الناشرين البرازيليين فرصة كبيرة للتعرف على سوق الكتاب العربى بشكل أفضل، بالإضافة إلى الفرص الثمينة التى توفرها جمعية الناشرين الإماراتيين وهيئة الشارقة للكتاب للناشرين الدوليين.
وأضاف لويس، بدأت الهجرة العربية إلى البرازيل فى عام 1880، وكان لها أثر بالغ فى ثقافتنا، ومن الطبيعى أن تقترب أسواق الكتاب فى بلداننا إلى بعضها البعض، وأن يزداد حجم التبادل بين البرازيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً مع إمارة الشارقة المعروفة بالعاصمة الثقافية.
من ناحية أخرى، قدم سالم عمر سالم، مدير إدارة التسويق والمبيعات فى هيئة الشارقة للكتاب، فقرة تعريفية عن الهيئة والجهود والمشاريع والمبادرات التى تقوم بتنفيذها، وفى مقدمتها معرض الشارقة الدولى للكتاب، ومهرجان الشارقة القرائى للطفل، ومؤتمر جمعية المكتبات، ومنحة الترجمة، ورحب بمشاركة الناشرين والمؤلفين والرسامين البرازيليين ونظرائهم من كافة أنحاء العالم فى هذه الفعاليات.
ولاقت مشاركة هيئة الشارقة للكتاب فى معرض ساو باولو اهتماماً كبيراً من قبل من الناشرين، والمؤلفين، والرسامين، والخبراء، والمهتمين بصناعة النشر، وتحديداً فى مدينة الشارقة للكتاب، الذين عبروا عن ترحيبهم وسعادتهم بمشاركة الشارقة، المعروفة بكونها عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، فى المعرض، وأشاروا إلى رغبتهم بحضور الفعاليات والمعارض التى تنظمها الهيئة، وخاصة معرض الشارقة الدولى للكتاب.
ويعد معرض ساو باولو الدولى للكتاب، من أهم معارض الكتب وأكبرها فى قارة أمريكا الجنوبية، ويشكل نافذة على الكتب الصادرة باللغتين الإسبانية والبرتغالية بشكل خاص إلى جانب الكتب الصادرة باللغات الأخرى، إلى جانب كونه ملتقى للمثقفين والمفكرين فى القارة التى سحر أدبها ملايين القراء حول العالم، ويشهد المعرض فى كل عام تنظيم العديد من الفعاليات التى تعزز التواصل بين البرازيل وبقية دول العالم.