أصدرت دار الفارابى للنشر والتوزيع، رواية "باب الأبد"، أحدث أعمال الشاعرة والكاتبة الفلسطينية صونيا خضر، لتكون تجربتها الأولى فى عوالم الكتابة السردية، بعدما قدمت مجموعتها الشعرية "لشموس خبأتها"، وديوان "لا تحب القهوة إذا"، و"معطرة أمضى إليه".
"باب الأبد" رواية تتجول فى عمق حيوات 3 نساء مختلفات، وتتحدث عن التجارب التى تمر فيها كل واحدة منهن لاكتشاف ذاتها.
وتطرح الراوية من خلال حيواتهن الأبعاد السيكولوجية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكل ما هو خارج الذات، والتى تؤثر تأثرًا كبيرًا على القرارات المصيرية بالحياة، وتتطرق إلى العمق الفلسفى للأفكار والمسميات والمعانى التى يتم الخضوع لها تسليمًا وتوارثًا جيلًا بعد جيل مثل دون دراية بأن ثمن ذلك الخضوع هو هذه الحياة الواحدة الوحيدة التى تعيشها كل ذات من تلك الذوات.
وعن سبب اتجاهها لكتابة الرواية تقول صونيا: "أكتب الرواية لأن وقت الراوية قد حان، هى فى داخلى منذ وقت طويل إلا أنها كانت تحتاج للمزيد من البحث والقراءة والمعرفة، لتبلغ مرحلة من النضج والحياد لتقديم عملًا يصلح لأن يكون سردًا".
وتعتبر مؤلفة المجموعة الشعرية "معطرة أمضى إليه"، التى ترجمت إلى اللغة الفرنسية، أن "عملية كتابة رواية هى الانهماك بشكل كامل وتخصيص الكثير من الوقت والبحث لأجل ذلك، فيما تعتبر كتابة القصيدة هى التأرجح على كتف هذا الانهماك".
وتضيف: "الشاعرة التى فى داخلى لا تهدأ، فهى تتدخل بالسرد والتحليل والقنص، أما القاصة أو الراوية فهى تعمل بروية وحذر ونضج، تستفيد من حركة الشاعرة وقنصها فى عملية القص أو السرد".
وتقول إن "القدس لها مكانًا بارزًا فى روايتى لكن يظل التركيز بكتابتى إن كانت سردًا أو شعرًا على الإنسان، سيكولوجيته وحياته التى دونها لا يكون التاريخ ولا المستقبل".
ومن أجواء الرواية:
ليس من السهل التكهن بعمر المرأة بعد تجاوزها العقد الثالث، فقد يوحى صوتها بأنها بالخامسة والعشرين فيما حركتها توحى بأنها بالخامسة والأربعين، أما شكلها فلا يمنحها أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، كمتوسط جميل ترغب المرأة بعدم تجاوزه ولا العودة عنه، هذا العمر الذى لو تجاوزته لشعرت بالخوف ولو عادت عنه لشعرت بالخوف أيضًا لكن هذا الخوف هو من بلوغه مرة أخرى.
خمسة وثلاثون عامًا هو العمر الذى تجد المرأة فيه ذاتها وتتنبه لكينونتها، أو على نحو أدق يتشكل وعيها الحقيقى بعد أن كانت تنكر على ذاتها ذلك الوعى وتهرب منه وتؤجله، فى هذا العمر تكون قد أنجزت معظم المهمات المفروضة عليها كأنثى من زواج وأمومة وواجبات اجتماعية وتهيئة جيل آخر لخوض الحياة، فى هذا العمر وبالشرق تحديدًا تشعر النساء بلا جدواهن وتستسلمن للضجر ورتابة الحياة والحزن، يسمون هذا بالغرب "سن اليأس" أو بداية الطريق إليه وكم تظلم النساء بهذه التسمية رغم أن البعض منهن تستسلمن لذلك الحكم دون مقاومة تذكر، يكملن الحياة كما يتفق لا كما ينبغى.