بعد مرور 126 عاما على رحيل الرسام العالمى "فان جوغ" اكتشفت أبحاث جديدة أصدره المتحف الهولندى المهتم بأعماله وحياته أن الفنان الشهير لم يكن يعاني من أمراض طوال حياته بل من مشكلة في شرب الكحول.
وشارك فى الدراسة نحو 30 خبيرا طبيا دوليا أكدوا أن "فان جوغ" كان مدمنا على الكحول، كما عانى من انهيارات عصبية متكررة خلال شهوره الـ18 الأخيرة، كان من بينهم أطباء الأعصاب، والأطباء النفسيون، وإخصائيو الطب الباطني، قد شاركوا في مؤتمر استمر ليومين في أمستردام، في محاولة لتحديد التشخيص الطبي "النهائي" للرسام الهولندي بعد التشخيص الأولي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة التليغراف البريطانية، أن فريق الأطباء قام بتحليل النظريات التي تقول إنه كان يعاني من مرض الصرع والهوس والفصام واضطراب حاد في الشخصية، كما قام الخبراء بتقسيم حياة الفنان إلى مرحلتين: قبل وبعد حادثة 23 ديسمبر 1888 في آرل، جنوب فرنسا، عندما تجادل فان غوخ مع صديقه بول غوغان وقطع أذنه حينها.
وكانت هذه الحادثة الأولى التي أعقبها انهيارات عصبية أخرى في حياته، كما دخل وخرج من المستشفى عدة مرات إلى حين وفاته بطلق ناري في 29 يونيو عام 1890، بحادثة انتحار على ما يبدو.
كما حاولوا موازنة الأدلة، بما في ذلك رسائله العديدة، ودرسوا النظريات المتضاربة حول أنه كان يعاني من عدة أمراض مثل مرض الصرع، والذهان، والهوس الاكتئابي، والفصام أو اضطراب الشخصية الحدية.
وقال الدكتور أوديرورد، المشرف على البحث:"قبل تاريخ 23 ديسمبر 1888، لم يكن من الممكن القول إن الفنان يعاني من مرض ما، ولكن حالته الصحية انهارت فجأة فيما بعد ليصاب بالذهان".
وأضاف :"يمكن أن تكون حالته قد ساءت بسبب التسمم الكحولي وقلة النوم وضغط العمل بالإضافة إلى حدوث مشاكل بينه وبين غوغان، حيث كان يعاني من نوبات ذهان متكررة ولكنه تعافى منها تماما فيما بعد".
وأكد تيو مييديندروب، كبير الباحثين في متحف فان غوخ بأمستردام، أن نتائج البحث ستُعرض قريبا ضمن المتحف.
وبحسب ما قاله أركو أودرفارد، مشرف وأستاذ في الأخلاقيات الطبية، لصحيفة التليغراف: "أحد الأشياء التي نبغضها في ثقافتنا، هو أن الأشياء تحدث ببساطة. نعم، كان شخصاً ذا صفاتٍ صعبة، إلا أن هذا لا يعد مرضاً".
قسّم الخبراء حياة الفنان إلى فترتين -قبل وبعد انهياره الموثّق في 23 ديسمبر عام 1888 في آرل بجنوب فرنسا، عندما تنازع الفنان مع صديقه بول غوغان، وقطع أذنه بنفسه، وأهداها إلى فتاة اسمها غابرييل كانت تعمل في بيت دعارة، وعانت لعدة سنوات من لقب "عاهرة" بسبب اتصالها بغوخ.
وكان هذا أول انهيار في سلسلة طويلة من الانهيارات العصبية، وكان يتردد على المستشفى إلى أن مات متأثراً بجراحه إثر طلق ناريّ في 29 يوليو/تموز عام 1890 فيما بدا أنه حادث انتحار.
وأضاف في النهاية "لا يمكن لشيء واحد فقط أن يفسر الصورة الكاملة لما حدث لفان جوخ".