"فى الأوقات التى يتزايد فيها الاستقطاب العالمى والخلافات بين الدول والمجتمعات والأفراد، توجد لدينا رغبة أعمق للعودة إلى ما يوحدنا، بدءًا من أساليب الرسم، وعلم الجمال، وإيجاد أصل للكلمة بين اثنين من أقدم الحضارات واللغات العربية والهندية - الأوردو"، هكذا تقوم فكرة مشروع "حقيقة" وإيمان أفراده ورغبتهم فى التواصل الإنسانى بين الحضارات.
وبحسب الموقع الرسمى للمشروع، "حقيقة" أو بالإنجليزية Haqeeqat، تعنى الحقيقة أو الواقع باللغتين العربية والهندية "الأوردية"، والغرض منها البحث فى الصناعات الحرفية وفنون وخطوط الشارع "الجرافيتى"، وتسليط الضوء على المسارات المتشابكة، والقواسم المشتركة، التى تربط بين الحضارات واللغات العربية والهندية، وذلك بالبحث والتوثيق من خلال جلسات خاصة مع باحثين وعلماء وفنانين، بالأضافة للجمهور.
ويقول القائمون على المشروع إنهم لاحظوا خلال زياراتهم الأولى للهند أوجه التشابه بين اللغتين العربية والهندية فى المفردات، وساعدهم فى ذلك دراستهم للغة قبل سفرهم، حيث التقاط صور عديدة للافتات، طوال الرحلة كتوثيق يساعدهم فى دراستهم وبحثهم.
أكد أحد أفراد المشروع - المؤلف من فريق مصرى، هندى ، ألمانى - أنهم بدأوا مرحلة التفكير والتخطيط، والبحث الأولية عن شركاء لهم فى الهند "فنانين - لغويين" كى يساعدوهم فى بحثهم،مضيفا أن بعدها سيقوم باحثون من المشروع بالسفر إلى هناك وتحديد 6 مدن هندية، بالتعاون مع شركائهم الهنود، ويكون البحث فى تلك المدن قائم على وجود كلمات وفنون مشتركة بين الهندية والعربية، وذلك خلال شهر سبتمبر الحالى.وبحسب الموقع الرسمى للمشروع تكون مرحلة التنفيذ بداية من شهرى نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وبالتواجد فى المدن الستة التى يتم تحديدها، وجمع المشترك بين اللغتين، ومن بعدها يقوم المشروع بتوثيق تلك العملية وطرح النتائج النهائية للبحث، وذلك عن طريق سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو والتقرير، على أن يتم تعميمها على منصات وسائل الإعلام على الإنترنت، كما سيقوم المشروع بتقديم تقرير مرتين فى الأسبوع على موقعنا لقاءات وحوارات حول الكلمات، أهميتها واللغة كجسر بين الأفراد والمجتمعات والدول. ويؤكد الموقع الرسمى للمشروع أن عام 2017 سيشهد التركيز على الصين وإيران، لبحث المشترك بين تلك الحضارات والحضارة المصرية بالبحث فى اللغات الصينية والفارسية –الإيرانية - ونظرتهما العربية.
وتعتبر البداية لمشروع "حقيقة" كان بمشروع علامة استفهام، والتى كان يعتمد على القيام بجولات بالمحافظات المختلفة، حيث كان غرض المشروع طرح بعض الاسئلة "الوجودية" على الجمهور، كنوع من إثارة فضول عام وخلق حوار حول مفاهيم تشكل حياتنا، خارج إطار صراعاتنا اليومية، مستخدمين طريقة الجرافيتى، والحوار مع الجمهور فى طرحهم.
وقام فريق المشروع بزيارة محافظتى بورسعيد والمنيا، وطرح المشروع سؤالا: "ليه السماء زرقاء؟" خلال زيارته لمدينة بورسعيد، كبداية وتباينت الردود بين الجمهور ما نتج عنه نقاشا واسعا، كما طرح الفريق القائم على المشروع سؤالا: "ليه الجنوب تحت؟" فى زيارته لمحافظة المنيا.