تطلق الشاعرة والروائية الفلسطينية صونيا خضر أحدث أعمالها الروائية "باب الأبد"، التى صدرت حديثًا عن دار الفارابى، فى تمام الخامسة مساء السبت المقبل، الموافق 1 أكتوبر، فى معرض عمان الدولى للكتاب.
حصدت الرواية بعد صدورها على اهتمام القارئ العربى، رغم بعد موضوعها عن الكتابة الروائية التاريخية، التى باتت تتصدر مبيعات الكتب فى العالم، إذ ترى الكاتبة أن "الروايات التاريخية ولكثرتها أرهقت القارئ العربى".
وتقول صونيا إن "التكرار الممل لكل ما يعيده التاريخ من أحداث وحشية ونزاعات دينية وطائفية أتخمت القارئ وزجته من عنق الزجاجة إلى قاعها السحيق، ما زال هنالك إمكانية للخروج من هذا العنق نحو المعنى الحقيقى للأشياء، للحياة، للعلاقات، للحاجات، للحب، فلماذا نتقوقع دائمًا فى هذا التاريخ ونتمرغ فى طينه ولنا الحق بأن نتنفس؟".
لكنها تعترف أنها لا تتنصل من التاريخ، وتكشف: "للقدس مكان بارز فى روايتى، إلا أن التركيز بكتاباتى إن كانت سردًا أو شعرًا فهو على الإنسان، عمقه، سيكولوجيته، حياته.
"باب الأبد" هو الباب الذى يقف أمامه كل اثنان فى العلاقات الثنائية، ويترددون فى الدخول منه لارتباطهم الوثيق بعلاقات أخرى تسحبهم دائمًا إلى الخلف، الحب كمعنى عميق بالعلاقات، مفهومه، الحاجة إليه، أسباب حدوثه، خوضه وتداعيات هذا الخوض فيه فى عالم متشابك مرتبك غير مفهوم.
الأم وأثرها المركزى العميق فى حياة الأبناء، والذى يتم اكتشافه كلما تقدم الأبناء بالعمر والتجربة والظلم الواقع من الأبناء على الأمهات، والذى يتم اكتشافه أيضًا لكن بعد فوات الأوان.
من أجواء الرواية "على مقربة من رأس جبل موريا وهو الذى بنى عليه اليبوسيون القدس لأول مرة، أعزلًا من كل شىء حتى من أحلامه، جلس تحت تلك الشجرة يتأمل المدينة، كيف تستعيد المدن عافيتها وتتمكن مجددًا من الوقوف؟ كيف لتلك الذكريات المردومة بين حجارتها أن تتنفس دون أن تشقق أسوارها العالية؟ جيل بعد جيل هدم بعد هدم والمدينة التى ينز من بين جدرانها الألم، تبتسم.. نجاة المدن تبدأ بالإيمان بوجودها، بحقها على المضى قدمًا نحو الأبد. لم تمنحه الحياة أكثر من تلك الرغبة للاعتزال، تحت الشجرة القديمة التى تطل على تلك المدينة، حجرًا تلو حجرًا وصارت لديه غرفة يهجع إليها فى الليالى الباردة، يعيش عيشًا لا شفاء منه وحياة على إيقاع الماء والشمس والمطر".