صدرت مؤخرا حكايات "الجمل الأزرق"، للكاتب الطاهر شرقاوى ضمن مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن سلسلة سنابل التى يرأس تحريرها محمد بغدادى، ومدير التحرير عبده الزراع وبرسوم الفنانة الفلسطينية أمانى البابا.
تبدأ الحكايات بخبطة من قدم الطفلة "سما" يستدعى المؤلف السندباد، وعلى بابا، وجحا، والشاطر حسن، فتتجسد أمام القارئ حكاياتهم الأسطورية المأثورة، فقط بخبطة قدم: "كانوا قصيرين جدًا، فى طول شبر ونصف، وخفيفين مثل البالونات، يتكلمون بصوت مرتفع ، ويقفزون من على السرير إلى الأرض، ومن الأرض إلى الكرسى، ومن الكرسى إلى سطح المكتب، ثم يطيرون بخفة فى فضاء الغرفة".
ليس مألوفًا أن تقابل جملًا أزرقًا، إلا فى عوالم سما التى يمتزج فيها الواقع بالخيال، لتخرج من حكايتها مقتنعًا أن الأزرق يليق بالجمل: "جلس الجمل واضعًا ساقًا على ساق، وقال فى هدوء: "كما سمعتما.. أريد أن يكون لونى أزرق"، قالت سما فى ثقة وحسم: "لكن لا توجد جمال زرقاء"، رد الجمل: "السماء لونها أزرق، والبحر لونه أزرق، فلماذا لا يكون هناك جمل أزرق؟"، لم تجد سماوسلمى إجابة تردان بها على الجمل، أخذتا تفكران.. وتفكران..".
ومن أجواء القصص أيضًا:
- ياه... إن تأليف الحكايات صعب، وممل أيضًا.
نظرت سما حولها، إلى الكتب المبعثرة على المكتب، والسرير، وأرضية الغرفة، قالت فى سرها: لكن أبطال الحكايات يقولون كلامًا كثيرًا، ويدخلون فى مغامرات مثيرة، بالتأكيد هم يعرفون، ماذا قالت سما بطلةُ الحكاية.
قامت سما، ضربت بقدمها على الأرض، وقالت بصوت هادئ، وفى نبرات كلها رجاء وتوسل:
-أرجوكم... اخرجوا من الكتب وساعدونى.