يحل اليوم عام هجرى جديد ليرتفع إلى 1438، والذى يحتفل به المسلمين فى الدول العربية والإسلامية، يتكون التقويم الهجرى من 12 شهرا قمريا أى أن السنة الهجرية تساوى 354 يوما تقريبا، أى ينقص التقويم الميلادى بعشرة أيام.
وكان العرب قبل الإسلام يستخدمون تقاويم مختلفة مبنية جميعها على حركة القمر الشهرية، وارتبطت بأحداث مهمة فكانوا يؤرخون الحوادث نسبة إلى العام الذى بنيت فيه الكعبة "١٨٥٥ قبل الميلاد"، ولما أصبح هذا التاريخ موغلا فى القدم اتخذوا حادث انهيار سد مأرب فى اليمن فى عام "١٢٩ قبل الميلاد" تاريخا لهم، ثم أخذوا يؤرخون الحوادث بعام الفيل "٥٧١ ميلادية" قبل ظهور الإسلام بفترة قصيرة.
وأنشأ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، التقويم الهجرى، مقترنا بهجرة المسلمين، حيث أصبح لهم وطن، وقانون، وحاكم، فاستقروا أن تصبح الهجرة هى بداية التاريخ، والاستقرار عليه ليكون أساس التقويم الإسلامى.
واتخذ المسلمون الأوائل شهر المحرم بداية للسنة الهجرية، مع أن الهجرة النبوية وقعت فى شهر ربيع الأول، وذلك لأن شهر المحرم كان بداية السنة عند العرب قبل الإسلام، ولأنه أول شهر يأتى بعد منصرف المسلمين من حجهم الذى هو ختام مواسم أسواقها، واختلف المؤرخون فى تحديد بداية أول سنة من الهجرة بالتاريخ الميلادى، فبعضهم زعم أنها وافقت يوم الخميس ١٥ يوليو عام ٦٢٢ ميلادية، والبعض ينسبه ليوم الجمعة الموافق ١٦ يوليو عام ٦٢٢ ميلادية، وكل فريق منهما لديه ما يؤيده.
وقد أثيرت أزمات كثيرة حول التقويم الهجرى، كان آخرها ما قال به الكاتب يوسف زيدان، بأن هناك شهرا هجريا تم حذفه من تلك الشهور المتعارف عليها تسبَّب فى فوضى كبيرة فى التقويم الهجرى"، موضحًا "هذا الشهر كبيس ويأتى كل 30 شهرًا"، مضيفا أن الشهر المحذوف كان يعد "رمانة الميزان" للتقويم الهجرى، إذ أنه كان ينسق بين الشهور حتى تأتى فى موعدها، معتبرا أن التاريخ الهجرى أصيب بحالة خلل بعد حذف الشهر، ولم يعد رمضان هو الشهر الحقيقى الذى يعرفه الجميع.
والشهور الهجرية هى "المحرم، وصفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، ورجب، وشعبان، ورمضان، وشوال، وذو القعدة، وذو الحجة".