احتفل الشاعر المصرى "حسن طلب"، بالذكرى الـ 43 لانتصار حرب أكتوبر، وذلك بنشر قصيدتين على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، كان قد كتبهم فى تلك الفترة.
ويقول "طلب"، "كنت من بين الذين شاركوا فى حرب الاستنزاف بعد النكسة؛ ثم فى معركة عبور قناة السويس إلى سيناء أكتوبر 1973؛ وفى الحالين كان الشعر حاضرا إلى جوار المدفع. وهنا نموذجان من قصائدى قبل العبور.. وبعده؛ أقدمهما بمناسبة الاحتفال بذكرى هذا اليوم الخالد".
القصيدة الأولى
مقطع من إحدى القصائد المكتوبة من الجبهة، فى شهر أغسطس 1973 عام، يقول :
ويَمرُّ عامٌ تنتهِى سَنةٌ
وها أنتَ انْتهيْتَ إلى البلاطِ الشَّركسِىّْ!
ولَجأتَ لِلأوهامِ تَعبُدُها.. وتسجُدُ لِلوليَّةِ والولِىّْ
وتُرتِّلُ اللحْنَ القديمْ!
ويقولُ ملاّحٌ تَعوَّدَ أنْ يُتاجِرَ فى التَّوابِلِ..
من بلادِ الهندِ يَحملُها إلى (رأسِ الرَّجاءِ):
رآكَ يومًا فى المُحيطِ.. تَشقُّ موْجَ الأطْلسِىّْ!
... ... ...
يا أيُّها الوجْهُ الحَيِىّْ
عُدْ.. قبلَ أنْ تَتخاطَفَ الحِيتانُ لَحمَكَ!
عدْ.. وإلا أدْركتْكَ يدُ الحُتوفْ!
يا أيُّها الوجْهُ الأليفْ
إنِّى أخافُ عليكَ.. ثُرْ حتَّى تُخيفْ!
إنِّى أخافُ عليكَ.. ثرْ
حتَّى يعودَ لكَ الزَّمانُ الأوَّلىّْ!
فإلى متى تَقتادُكَ الأنواءُ..
تَشربُكَ المِياهُ عُصارةً صفْراءَ.. يأكُلُكَ الرَّغيفْ!
.....................
إنِّى أخافُ عليْكَ.. ثُرْ حتَّى تُخيفْ!
******************************
القصيدة الثانية :
وهى إحدى القصائد المكتوبة بعد معركة العبور بعنوان "الرسالة الخامسة بعد الألف السادسة من جبهة القتال"، وتقول :
إلى عَينيْكِ يا مَحْبوبتِى وهُما إلىَّ تُغنِّيانِ..
صَبابتِى وهَواىْ
إليكِ مِن السِّويسِ.. مِن القنالِ وضِفَّتيْها
مِن ثرَى سيْناءَ وهْو يمُرُّ مِن جِلْدى خلالَ دمِى
يظَلُّ مُعانِقًا إيَّاىْ
إاليكِ صَبابتِى وهَواىَ..
بعدَ غدٍ أنا آتٍ إليْكِ ورايتِى خَفَّاقةٌ
ويَداىْ:
جَناحا بُلْبلٍ غنَّى
فغنَّتْ خلْفَهُ كلُّ الطُّيورِ قَصيدةً
كانَ الرَّصاصُ حُروفَها.. والنَّاىْ:
زِنادُ طَبنْجتِى!
آتٍ إليكِ.. تَهيَّأى لِلقاىْ
فإنِّى سوفَ أحْكِى لكِ أخبارَ العُبورِ
وكيفَ تمَّ النَّصرُ
أعلَمُ أنَّ قِبْلتَكِ القناةُ..
وأنَّ وجهَكِ قِبلَتى.. وثَنِى
وأنَّكِ عَبْلَتِى.. لَيْلاىْ!